"نحن لا نريد مساعدات بل نبحث عن شراكات تخدم مصلحة الطرفين" بهذه الكلمات خاطب الملك سلمان بن عبدالعزيز اليابانيين عام 1998م عندما كان أميراً للرياض. وبعد عشرين عاماً من تلك الزيارة تم الإعلان عن الرؤية السعودية اليابانية 2030م. ترى¡ لماذا حرصتْ اليابان على الشراكة الاستراتيجية مع المملكة¿ وما الخطوات المطلوبة بعد زيارة الملك سلمان لليابان¿ الإجابة في الأسطر التالية...
نشرت مجلة نيكاي بيزنس الاقتصادية الشهيرة بتاريخ 14/1/2014م مقالاً بعنوان: "صنع مع اليابان Made with Japan". وتضمن العدد مقابلة مع رئيس الوزراء الياباني السيد شينزو آبي يعبر فيها عن رؤيته المستقبلية لبلاده عبر الانفتاح على الشراكات الدولية وأنها الطريق لبناء اليابان القوية. هذه الخلفية مهمة لفهم السر وراء حرص اليابان على تفعيل الشراكة مع المملكة والإعلان عن الرؤية المشتركة لعام 2030م. ويمكن حصر الأسباب كالتالي:
اليابان تعاني من انخفاض أعداد السكان بسبب نقص المواليد. هذا ينتج عنه انكماش السوق المحلي الذي كانت تعتمد عليه نسبة كبيرة من الشركات اليابانية التي تجد نفسها مضطرة لإعادة برمجة سياساتها للتوجه إلى الأسواق الخارجية.
نقص المواليد يعني أيضاً نقص القوة العاملة بالسوق الياباني. ولن تتمكن اليابان من الحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية خاصة مع انغلاق المجتمع الياباني على استقبال أعداد كبيرة من الجاليات الأجنبية.
مع نقص القوة العاملة داخل اليابان فالحل هو الاستثمار خارجياً ببناء مصانع يابانية مشتركة تعمل فيها قوى عاملة للدول الشريكة.
مع المشاكل السياسية لليابان مع دول شرق آسيوية¡ ونهوض الصناعات الإلكترونية القوية في الدول الآسيوية تسعى اليابان للبحث عن شركاء ترتبط بهم بعلاقات سياسية متينة وعلاقات اقتصادية متكاملة لا تنافسية.
هذه العوامل أعلاه جعلت الشراكة مع المملكة خياراً استراتيجياً بالنسبة لليابان. ولا شك أن زيارة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان العام الماضي لليابان مهدتْ الطريق وفتحت آفاقاً واسعة للشراكة السعودية اليابانية.
أما السؤال الأهم فهو ما المطلوب في المرحلة القادمة بعد الزيارة الملكية التاريخية¿ ويجيب نائب وزير الاقتصاد والصناعة والتجارة اليابانية الأسبق ماشيكو تيروهيكو بقوله: "الاستمرارية والاستدامة!". نعم¡ فزيارة الملك سلمان حظيت باهتمام سياسي واقتصادي وشعبي وتغطية إعلامية غير مسبوقة. لكن سيكون المحك الحقيقي في تفعيل الاتفاقيات ونقلها من الأوراق إلى أرض الواقع ومن التنظير إلى التنفيذ..
وأتطلع بإذن الله ليوم قريب نرى فيه منتجات صناعية عالية الكثافة التقنية مكتوب عليها: "صنع في السعودية مع اليابان".




إضغط هنا لقراءة المزيد...