"والذي نفسه بغير جمال
لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً "
(إيليا أبو ماضي)
بدايات نشاطات هيئة الترفيه التي ظهر من ضمنها حفلتا (جدة¡ الرياض) الفنيتان اللتان شارك فيهما بعض الفنانين السعوديين الأبرز (محمد عبده¡ راشدالماجد) وهما من الفنانين الذين كثيراً ما شاركوا في الحفلات الغنائية العربية¡ سواء أقيمت داخل البلدان أو في خارجها -على ندرة الخارج- إلاّ في مواسم الاصطياف حيث يتواجد المصطافون العرب بكثافة¡ فالحفلان الغنائيان المحليان ليسا جديدين إذا ما رجعنا إلى عقدين من الزمان أو يزيد قليلا¡ فالحفلات الغنائية كانت معتادة في مسرح الإذاعة والتلفزيون¡ ومناسبات الأفراح العامة والخاصة¡ والفنانون السعوديون من أشهر الفنانين العرب الذين قدموا الفن العربي الأصيل القديم والجديد في الداخل والخارج¡ فالقاهرة¡ وبيروت¡ وقرطاج¡ كانت ومازالت تشاهد وتستمع بالفن الغنائي السعودي¡ ودول مجلس التعاون الخليجي العربي تستقبل الفنانين السعوديين ومن يريدهم من السعوديين والعرب في كل وقت.
إذا كان الغناء في حدود الكلمة النظيفة¡ والموسيقى المتقنة¡ فالأغنية فيها من الجمالية ما يشد ويطرب ويبهج¡ وكل العالم يغّيى ويستمع¡ ويطالب بالمزيد¡ لكون الإنسان بطبعه يميل إلى الراحة بعد العناء¡ وإن لم يكن هناك عناء فالطرب منذ القدم هو وسيلة من وسائل الترفيه الذي يُقبل عليه الكبير والصغير¡ والزمن الماضي والحاضر والمستقبل يتطلب أن يكون الفن من وسائل الترفيه المهمة.
الفن في الغناء¡ والمسرح¡ والسينما¡ والتشكيل¡ والموسيقى¡ والنحت¡ وغيرها من الفنون التي لم تعد ارتجالية¡ إذ إنها تُدَرّس في معاهد وأكاديميات يتخصص فيها الفنان فيما يدرك أن موهبته ستوصله إلى أن يبدع ويبتكر في المجال الذي تخصص فيه¡ فالترفيه الذي يعنى بتنمية مواهب الفنانين¡ ومن ثم يعرضون ما لديهم هو من الأشياء التي تتقبلها الحواس¡ فكل محب للجمال الفني المحسوس سماعاً أو مشاهدة¡ وما يمتع السَّمع والنظر ينفذ إلى القلب والعقل لتفاعل الحواس مع ما ينمي الذوق فيها من كلمة وصورة وإيقاع.
ليس بدعاً العناية بالفن¡ وأعني بالفن الرفيع في كل مجال¡ وليس الفن الرخيص المتوجه للغرائز والسلب المادي بأي طريق¡ فالهيئة وضعت المقاييس التي من أهمها العمل على الفرز والغربلة¡ وتنبذ الرديء¡ وتستقطب الرائع المفيد المغذي للحس الجمالي¡ فكل جميل مرغوب عند الإنسان الواعي الكامل العقل والفاحص للأمور¡ وهذا تمثَّل في بعض النشاطات التي تولتها الهيئة¡ وكان ما قُدِّم في مركز الملك فهد الثقافي ينم عن احترام الحس العام¡ ويحقق الرغبة المأمولة في إيجاد الجو المناسب الذي لا يتعارض مع الذوق العام¡ والذي يُقبل عليه الجميع¡ وقد كان التَّنظيم من الجودة بحيث عبَّر الحضور عن ذلك بألسنتهم¡ وعَبْرَ وسائل التواصل¡ بأن الحفل كان ناجحاً بالرغم من كل التكهنات المغرضة الذاهبة إلى محاولة التشويه¡ وبث الأقاويل والشائعات¡ ولكن الوقع أثبت أن ما يُعْمَل بنيِّة صافية هدفها إسعاد الناس وتلبية رغباتهم هو العمل الناجح المطلوب¡ خطوة¡ فخطوة مدروسة توصل إلى الغاية المأمولة.
إضغط هنا لقراءة المزيد...