أم الركب¡ موقع في جنوب القلب¡ جنوب الوطن أخذ هذا المسمى¡ لصعوبة صعوده سابقا¡ وهو لا يختلف عن الجبال المحيطة به إلا عندما حطت به طائرة ضخمة¡ أدخلت في قلوب الناس الريبة والتساؤل¡ ونتج عن كل ذلك قصص عجيبة وخيالات تفوق الوصف.
انقلب ذلك المكان الموحش إلى مقصد للناس رجالا ونساء.. ونشأت على جانبيه حركة بيع وشراء¡ ثم ما لبثت العروض الموسيقية¡ والمسرحية والفنون التشكيلية تعرض ما لديها دون خوف أو تفسير مسبق.
هذه الطائرة التي تجمع الناس حولها¡ يشاهدون من آن لآخر حركة داخلها¡ إلا أنها غير واضحة ولا جلية¡ ومن هنا تنبت القصص والرقاب تتحرك لترصد رؤية وجه داخل الطائرة اللغز والتي بثت في (أم الركب) حركة غير معتادة¡ فارتفعت أسعار الأراضي¿
أحدهم يحادث جاره وهو ذو لحية ناشئة: آمل ألا يكون هناك اختلاط داخل هذه الطائرة¿ قال الذي بجانبه: الشيء الطبيعي أن يكون هناك اختلاط.. إلا إذا اقترحت أن يكون موقع المرأة على جناح الطائرة¡ وهذا مستحيل¡ نظر ذو اللحية الناشئة شزرا¡ وانفتل يبحث عن زبون آخر.
قال قائل: إن الشك يراودني.. يلتفت يمنة ويسرة.. ثم يخفض صوته: أشك أنها الطائرة الماليزية المفقودة¡ لكن أحدهم صحح معلومته بأنها طائرة سعودية¡ عاود التشكيك قائلا: ربما كان ذلك من باب التمويه!! كثر الجدل حول هوية الطائرة¡ وأصبح لغز الطائرة الماليزية يأخذ حيزا من التصديق.. الجميع نال منهم السهر والانتظار.
متى سيفتح الباب¿ وكيف يتم استقبال الصينيين والماليزيين¿ ومن يترجم لهم¿ تذكر أحدهم أن صاحبا له قد زار الصين وشرق آسيا كثيرا¡ وتم في حينه مترجما في حال فتح الباب.
تلك الليلة هطلت على (أم الركب) أمطار غزيرة¡ وتساقطت حبات البرد وأظهرت قسوتها على العربات وفوانيس الشوارع¡ انطفأت الكهرباء¡ وفي وقت متأخر من الليل دخل الناس في سبات عجيب بعد التعب والتوقعات!!
صبيحة اليوم التالي.. علت الدهشة الوجوه¡ حين استيقظوا فإذا بالموقع الذي كانت تجثم فوقه الطائرة خال من الطائرة والخليل¡ ولكن لما تقتضيه (الأمانة!!) فقد سقطت ورقة احتفظ بها موظف (نزيه) كتب فيها: كلفت هذه الرحلة مبلغاً ذهب أدراج الرياح.
تنشد عن الحال¿
.. هذا هو الحال!
إضغط هنا لقراءة المزيد...