الأيام العالمية – وهي ذات قضايا متعددة – صارت تكتسب أهمية عالمية وتحظى بالاهتمام الشعبي والإعلامي وخاصة الأيام المرتبطة بقضايا إنسانية.
وبشكل عام تنشأ هذه الأيام لرفع مستوى الوعي والتثقيف تجاه قضايا اجتماعية وصحية وأمنية وإنسانية¡ وتذكير الناس بقضايا مهمة مثل حقوق الطفل والأم¡ وأصحاب الاحتياجات الخاصة¡ والتسامح¡ والسلام¡ والمحافظة على البيئة وغيرها من قضايا لا حصر لها.
أستطيع القول إن كل تلك الأيام المخصصة لقضايا محددة تلتقي في النهاية عند نقطة مشتركة هي البحث عن التغيير. ليس التغيير من أجل التغيير¡ ولكن التغيير نحو الأفضل وليس الاكتفاء بالاحتفاء والتغطية الإعلامية. ولهذا يكون من المناسب إنشاء يوم جديد تلتقي عنده كل الأيام في اجتماع عالمي إنساني للمراجعة والتقييم يسمى "اليوم العالمي للتغيير".
في هذا اليوم الجديد الذي يمكن أن يتزامن موعده مع بداية كل عام جديد يفتح العالم ملفات الإنجازات والأزمات¡ ويقيم نتائج الأيام الموسمية¡ ويعمل على إحداث تغيير في كل مجال.
يبحث المتفائلون في كل عام جديد عن الإيجابيات والإنجازات للاحتفاء بها واعتبارها نافذة أمل لعالم جديد مختلف يسوده الأمن والتسامح والسلام والإنجازات العلمية التي تخدم الإنسانية. عالم تختفي فيه العنصرية والتطرف الفكري الذي يقود للإرهاب.
نعم العالم حافل بالأشياء الجميلة¡ والمبادرات الانسانية¡ والاكتشافات الطبية¡ والمحاولات المستمرة لمحاربة الجهل والفقر والمرض والإرهاب.
هذا العالم الإنساني الجميل يتطلع إلى مزيد من التغيير إذ لا يزال يسجل قضايا تقاوم التغيير وموضوعات يتكرر طرحها بشكل موسمي على مستوى العالم دون حدوث أي تغيير. واقع يدفع إلى ضرورة إيجاد خطط سنوية للتغيير ذات أهداف قابلة للقياس. ولعلنا نستعرض هنا - على سبيل المثال وليس الحصر - بعض القضايا التي تنتظر إحداث التغيير والأعمال قبل الأقوال.
التوصل إلى اتفاق عالمي لخفض ميزانية التسليح وتوجيه ما يتم توفيره لبرامج التنمية.
زيادة الميزانيات المخصصة للصرف على برامج مكافحة الجهل والفقر والمرض.
محاربة الفكر المتطرف الذي يصنع الإرهاب.
تطوير الرعاية الصحية المجانية في كل أنحاء العالم.
إيجاد حلول فعالة لمشكلة الحوادث المرورية.
تنفيذ البرامج التي تعزز قيم التسامح والتعايش والاحترام المتبادل بين المجتمعات الإنسانية.
التوصل إلى علاج للأمراض الخطيرة.
تفعيل التعاون الدولي في أعمال الإغاثة وحقوق الإنسان ودعم ضحايا الحروب والكوارث.
قيام الجامعات بدور فاعل في مجال البحوث يساهم في خدمة البشرية.
مكافحة ظاهرة تصنيف البشر والتمييز بكافة أشكاله.
تحقيق تقدم في مجال المحافظة على البيئة.
في اليوم العالمي للتغيير يضع العالم نفسه في قفص الاتهام لمحاكمة الذات وقياس ما تحقق في محاربة الفقر والجهل والأمراض والبطالة والتطرف والعنصرية وحقوق الإنسان¡ ومن يراجع الإحصائيات السنوية في تلك المجالات سيلاحظ أن التقدم فيها ضئيل جداً.
تقارير التنمية البشرية تشير إلى أن 795 مليون شخص يعانون من الجوع¡ ويقضي 11 طفلا دون سن الخامسة كل دقيقة¡ و33 أما كل ساعة¡ ويعاني 37 مليون شخص من فيروس نقص المناعة البشرية¡ و11 مليونا من داء السل. ويعتمد أكثر من 660 مليون شخص على مصادر غير محسنة لمياه الشرب¡ و2.4 مليار شخص على مرافق غير محسنة للصرف الصحي¡ ويقضي نحو مليار شخص حاجتهم في العراء. وفي العالم 780 بالغا و103 ملايين شاب لا يلمون بالقراءة والكتابة. أما البطالة تشير إحصائيات 2015 إلى وجود 204 ملايين شخص يفتقرون إلى عمل منهم 74 مليون شاب¡ ويعيش 830 مليون شخص في العالم من العاملين الفقراء على أقل من دولارين في اليوم.
ألا يحتاج العالم إلى محاكمة كل الأيام الموسمية ليس من خلال يوم واحد فقط بل من خلال برنامج عملي ملزم¿
إضغط هنا لقراءة المزيد...