تصفية الشخصيات المهمة أو ملاحقتها وإقلاقها أو قطع الطريق عليها لشتمها وتشتيت تفكيرها¡ خاصة تلك التي لها التأثير على التوسع الإيراني.. هي سياسة صفوية تم استعادتها مع التوسعات الإرهابية الجديدة التي شهدتها دولة الملالي بحضورها النتن في لبنان والعراق وسورية واليمن.. وكذلك عبر عصاباتها في البحرين.. ولا تتخلى هذه الثقافة عن استخدام كل وسائلها الدنيئة من تشويه السمعة والكذب على الأشخاص.. حسب ما تستطيع.
والتاريخ الحديث وعبر دارسيه يؤكد أن هذه الثقافة الدنيئة قد ورثها حكّام فارس من تاريخهم الملطخ بالدماء سواء بما كانت عليه الدولة الإيرانية الخمينية إبان انقلابها وجعلها الشوارع ميادين للقتل والنحر لكل من يخالفها¡ أو من خلال ما سبقها عبر الدولة الصفوية التي مارست تصفية لكل ما هو سني في إيران وخارجها.
وجدير هنا أن نشير إلى أن الثقافة الإيرانية بالاغتيال وقطع الطريق عرفها الشرق الأوسط خلال تاريخه الحديث إلى جانب إيران في دولتين اثنتين أخريين.. إسرائيل باغتيال قيادات وعلماء فلسطينيين وآخرين عرب¡ يوازيها في هذا الأمر سورية حافظ الأسد أو أكبر ممارسي الاغتيالات في العصر الحديث¡ ورغم أن إسرائيل أصبحت أكثر هدوءا بعد التنازلات الفلسطينية الكبيرة التي طالت أمورا كثيرة لمصلحة الصهاينة.. أيضا مع انتقال حافظ الأسد إلى مزبلة التاريخ مع أنه خلف نظاما مارس ذلك إلا أن الطبول قُرعت ضده فأصبح يخشى على نفسه أكثر من أن يفكر باغتيال غيره.. إلا أن وجود الطغاة في المشهد العالمي وخاصة في محيط الدولة الفارسية وأذنابها قد أعاد مفهوم الاغتيالات وتشويه السمعة وزاد من استخدامها ولكن بصياغة جديدة.
إيران فعلت ذلك في العراق ولبنان وتجاوزت لتبحث عمّن تعتقد أنهم خطر عليها لتمارس معهم هذه الثقافة اللعينة¡ وحينما رأت في ساسة سعوديين خطرا عليها صنعت الخطط الدنيئة لمحاولة اغتيالهم كما فعلت مع عادل الجبير إبان ترؤسه البعثة الدبلوماسية السعودية في أميركا¡ لكن تم كشف مخططهم الدنيء وأعضاءه الأنجاس.. وحاليا وعبر أسابيعنا الجارية لم يكن مستغربا أن تكشف سواء الاستخبارات في أميركا أو التحقيقات في البحرين توجه هذه الدولة الفارسية وبشكل كبير إلى استخدام الاغتيالات للقضاء على كل من ترى فيه خطرا على توسعها ولن نأتي بجديد إزاء هذه الثقافة التي أصبحت دستورا إيرانيا لمن ترى فيه قلقا مستمرا على خططها الشيطانية.
قصارى الكلام أن إيران رمز لثقافة متوترة يحكمها الطغاة المأزومون أنتجت فيالق الموت وقيادات الغدر¡ تحكمها قيادات تتمسح بالدين وتدعي المثالية رغم أن دواخلها تعاني من الاضطراب والحقد.. ولا بأس عليها إن لم تستطع بالغدر والاغتيال أن تنمي ثقافة قطّاع الطرق عبر أذنابها من المعارضين في عواصم أوروبا كما حدث تجاه مستشار وزير الدفاع السعودي اللواء أحمد عسيري وهو يهم بالدخول إلى مقر مؤتمر يشارك فيه في العاصمة البريطانية لندن.




إضغط هنا لقراءة المزيد...