في الرياض وتحديدا على منصة مركز الملك فهد -رحمه الله- تم رفع ستار المسرح ليقف شباب سعودي بين ممثل ومؤلف ومخرج يقدمون مسرحيتهم في يوم المسرح العالمي.
في الرياض كانت الانطلاقة وعودة المسرح السعودي الذي كان حاضرا في وقت ما وغاب دون استئذان¡ انطلاقة جديدة لأبي الفنون والمنبع الحيوي للثقافة.
المسرح كما هو معروف عند كافة المجتمعات هو وسيلة حيوية ومهمة للتثقيف للإبداع للجمال للتوعية للترفيه.. المسرح جزء من حضارات الأمم وذراع اقتصادية لأخرى والمتفق عليه أنه بناء حضاري وثقافي وصانع لجمال الفنون والوعي وشريك في التغيير الاجتماعي والثقافي¡ ويشكل محورا مهما في منظومة الثقافات لكافة الأمم¡ نجده جزءا من موروث وواقع كافة الدول بل إن التباهي به وبمنتجه الثقافي يصل أحيانا إلى أن يكون جزءا من برامج الاحتفاء بالزوار على أعلى المستويات¡ ناهيك عن كونه جزءا حيويا ومهما من أي مشروع سياحي في أغلب الدول المتقدمة.
بدء الانطلاق في أمسية هادئة بمسرحية تشابك سعودية كاملة الصنع رغم أن الحضور مختصر وأعتقد أنه غير عام إلا أن ذلك يعني الإيذان ببدء المسرح وتحقق ما يريده الكثيرون بانطلاقة فاعلة لمسرح متاح للجميع¡ وليس للنخبة مسرح يستطيع أن يحضره الطالب الجامعي وحارس الأمن وسائق سيارة الأجرة كما يستمتع بحضوره الأستاذ الجامعي والطبيب ورجل الأعمال.. مسرح يتاح حضوره للعائلة وليس لبعضها.. مسرح أذهب له مع ابني وابنتي وأنا لا أخشى لفظا خادشا أو عبارة غير مسؤولة..
المؤكد أننا أيضا لا نريد مسرحا موسميا ومسرح مناسبات بل من حقنا ونحن نعيش انطلاقة لقاطرة الترفيه أن يكون المسرح أحد خياراتنا لإجازة نهاية الأسبوع.
ولعل الأمر يتسع ونجد هيئة الثقافة السعودية تقفز بخطواتها نحو المستقبل وتختصر زمنا ضاع بالموافقة على إنشاء مسارح خاصة تحت إشرافها وتكون انطلاقة العودة قوية تليق بالمملكة العربية السعودية وبرؤية 2030 التي أضافت للثقافة هيئة تشرف عليها وتدعمها.. كم سيكون الثراء في المسرح لو وجدنا فريقا ينافس آخر.. مسرح في الرياض وآخر في جدة وثالث في الخبر ورابع في عنيزة وآخر في أبها ومثله في حائل أو تبوك.. حينها ستكون انطلاقة قوية تختصر ما ضاع من سنوات توقفت فيها كافة أشكال الفنون وخاصة المسرح السعودي الذي تعطل إلى حد أنه غاب عن المشهد فلا نوافذ له¡ بعكس الفنان المطرب السعودي الذي تنوعت منافذه بين احتفالات خارج البلاد أو احتفالات خاصة مع إحياء الأفراح وأيضا وجود شركات حاضنة لهم.
وبقي المسرح السعودي مثل السراب نسمع به ولا نراه وهو لا يقل غرائبية عن السينما السعودية التي نسمع بمشاركاتها الخارجية ولا نراها في الداخل¿




إضغط هنا لقراءة المزيد...