زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تليرسون يوم أمس زيارة ستحدد ملامح الفترة المقبلة في علاقات واشنطن وموسكو إما بالسلب أو الإيجاب¡ هي فترة حرجة سبقها تصريحات من الجانبين تدعو إلى التعاون بدلاً من المواجهة والتي حال أن حصلت فستعيد العلاقات الأميركية الروسية إلى أجواء الحرب الباردة وما صاحبها من انقسامات بين المعسكرين أثرت بالسلب على تجانس المجتمع الدولي وأمنه واستقراره.
يأتي اجتماع الوزير الأميركي مع نظيره الروسي بعد قيام واشنطن بقصف مطار الشعيرات العسكري السوري بعد مجزرة خان شيخون التي هزت العالم لما ارتكب فيها من فظائع تعد جرائم ضد الإنسانية يجب محاكمة مرتكبيها¡ الضربة الأميركية حركت ساكناً وأسست لمرحلة جديدة في الأزمة السورية برمتها¡ فبعد التفرد الروسي بالملف السوري وتقديمه دعماً لا محدود لنظام الأسد غير مسار المعارك لصالحه مما دعا ذلك النظام للتمادي في جرائمه واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً لقتل المدنيين العزل دون رقيب أو حسيب¡ وجاءت الضربة الأميركية والتأييد الدولي لها عدا روسيا وإيران والنظام السوري الذين وضعوا أنفسهم في مواجهة موجة غضب عالمية تطالب باتخاذ إجراءات فاعلة حاسمة لإعادة مسار الأزمة السورية إلى إطار الحل السياسي.
مهمة تيلرسون في موسكو لن تكون سهلة ابداً¡ فروسيا مازالت تدافع عن النظام السوري حتى لو كان ذلك النظام يضعها في مواقف تجد نفسها من خلالها في شبه عزلة عن المجتمع الدولي¡ مهمة تيلرسون هي اقناع المسؤولين الروس أن يكونوا أكثر حيادية دون الإخلال بمصالحهم في سورية والمنطقة¡ والخيار الآخر هو البدء في مرحلة جديدة من حرب باردة لا يعلم أحد كيف من الممكن أن تكون نهايتها.




إضغط هنا لقراءة المزيد...