يعمل التوازن الحضري على ربط مشروعات التنمية العمرانية بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق التنسيق في توضّع المشاريع الكبرى وإنشاء نقاط جذب سكاني من خلال تخصيص بعض النشاطات الملائمة للمنطقة المرغوب تنميتها.
ويأتي مشروع القدية التنموي الذي أعلن عنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية كأحد أهم المشروعات الكبرى المستقبلية¡ وبوجهة نظر متخصصة أجد أن هذا المشروع الحيوي يحقق في مضمونة وأهدافه أساسيات التوازن الحضري وذلك من خلال:
أولاً: الارتقاء العمراني¡ حيث سيساعد المشروع بعد تطويره في إضافة مكونات عمرانية جديدة للمدينة ذات قيمة مضافة للكتلة العمرانية المبنية¡ وكذلك تأمين متطلبات أساسية للعمران المستقبلي فيها بتوفير شبكات بنية أساسية لموقع المشروع¡ وعلاوةً على ذلك سيتحقق الارتقاء الحضري للمدن والمحافظات القريبة كضرماء والمزاحمية.
ثانياً: الارتقاء الاقتصادي¡ حيث إن مثل هذا المشروع الحيوي سيكون له أثر اقتصادي مباشر من خلال توفير فرص العمل والتوظيف وتنشيط المنشآت الاقتصادية القائمة أو إقامة أخرى¡ وسيكون له أيضاً أثر اقتصادي غير مباشر من خلال توفير فرص استثمارية للمواقع والأراضي المحيطة وتولد أنشطة اقتصادية تخدم الوظيفة الأساسية لمشروع القدية من خلال إقامة مراكز تدريب مهني وحرفي.
ثالثاً: الارتقاء الاجتماعي¡ حيث إن مثل نوعية هذا المشروع تسهم في الارتقاء بجوانب التعليم والتدريب الاقتصادي والسياحي والترويحي.
إن اكتمال منظومة أساسيات التوازن الحضري لهذا المشروع تؤهله لأن يكون رافداً تنموياً اقتصادياً لسكان مدينة الرياض وما حولها¡ وإن ما نتمناه ونتطلع إليه هو أن يكمل هذا المشروع تميزه الذي بدأ به وأن تتاح مشاركة السكان لإنجاحه سواء بالرأي من خلال إقامة ندوات وورش عمل لإبراز جوانب المشروع ومناقشة توجهاته وسبل تعظيم الاستفادة منه على المستوى التنموي¡ أو بتحفيز المشاركة في أعمال التصميم والتطوير والاستثمار فيه.
*متخصص في التخطيط العمراني والتنمية




إضغط هنا لقراءة المزيد...