في ربيع هذا العام حفلت منطقة كتارا في العاصمة القطرية بمهرجان الوتر الخامس -ملتقى العود- 18-21 مارس 2017¡ وتولى تقديم ضيوفه¡ الممثل سعد بورشيد والفنان خالد الشيخ¡ ومنها مع العازف الكويتي فوزي اللنقاوي الذي ابتدأ بتقاسيم خليطة ما بين تقنيات وأمزجة نغمية ما بين أوروبا والعراق ومصر والمغرب والحجاز واليمن.
وهو بهذا العزف يمثل مسموعاته الموسيقية¡ ليباغته الشيخ بسؤال حول ما إذا كان هناك مدرسة العود الخليجي¡ فاستجاب اللنقاوي بأداء تقاسيم يمنية -وهذا أمر عجيب- كشف أنه حصره تراث الجزيرة العربية باليمني مسقطاً تنوعه في «النجدية والحجازية».
إن حصر مدرسة العود الخليجي في تلك التقاسيم تكشف أمراً واحداً أن هذا العازف مسح تاريخاً طويلاً من تواتر الفنون الأدائية «المناسبات¡ العمل والروحية» منذ قرون عدة¡ بل حتى القوالب الحضرية في البلدات النجدية «وسط وشرق سواحل الجزيرة العربية» بمزاياه المقامية والإيقاعية والأدائية¡ وتاريخ قالب الأغنية منذ الربع الثاني من القرن العشرين حتى الآن.
إذا ما عرفنا مزايا عازفها: أولاها¡ تقنية عزف الآلة¡ وثانيها¡ أسلوب العود الإبداعي¡ وثالثها¡ السمات الموروثة والمكتسبة.
وكيف نكتشف مدرسة العود الخليجي¿.
تكشف تسجيلات الأسطوانات منذ عام 1927 وعروض الأداء الحي المسجلة¡ نخبة من العازفين سواء صاحبي حناجر¡ على رأسهم محمود الكويتي «1904- 1982» ونقرة عوده في تسجيلات عبداللطيف الكويتي «1901 -1975» أو صاحب غنائه بنفسه من كبار المغنين الخليجيين محمد بن فارس «1895- 1947» أو عبدالله فضالة «1900 -1967» أو محمد زويد «1900- 1982»¡ وتميز عزفهم بجهارة النقرة¡ والزخرفة الإيقاعية¡ وخيال عفوي مع تقنية عالية.
ولحق بهم جيل آخر أفاد من دور العود في فرقة موسيقية¡ وتظهر ميزة العزف المقنن¡ والأسلوب الهامس¡ والخيال المحترف¡ عند كل من أحمد الزنجباري «1917- 1997»¡ وسعود الراشد «1922- 1986»¡ وأحمد باقر «1929- 2011».
وأفاد الجيل الثالث اللاحق¡ بالتمكن من أن يجمع في العزف أكثر من آلة وتقنياتها بين آلة وأخرى¡ بالإضافة إلى كونه ملحناً¡ سواء في أغنيات لحنوها أو عزفوا فيها عبدالله بو غيث «مواليد 1944» العود والقانون والكمان -نموذج «يا سدرة العشاق» 1979-¡ وسليمان الملا «1953» العود والكمان -نموذج «شمعة الجلاس» 1973¡ وراشد الخضر «1956–1998» العود والقانون¡ وخالد الشيخ «1958» الكمان والعود -نموذج «يا ناس أحبه» 1990- وكثير سواهم..
أليست هناك مدرسة العود الخليجي¿. إذن¡ من يتجاهلها.




إضغط هنا لقراءة المزيد...