رغم محاولات كثيرة إلا أن الكتابة لقراءة وتفسير القرارات الملكية الكريمة كثيرا ما تجد لدي ترددا صعبا¡ ليس إلا أن ما سأكتبه لن يرتقي إلى مدى السرور الذي ستبثه تلك القرارات في نفوس المواطنين¡ وعليه فما الذي سأفسره أو سأطرحه بخصوص تلك الأوامر الكريمة التي استوعبها الجميع وعاشوا ألقها.
هنا لن أعلق على ماهية القرارات أو صياغتها أو جوانبها ومتعلقاتها لأنها أمور مدركة ويستطيع أي قارئ صغير أن يعبر عنها بشكل أفضل.. لكن ما أنا بصدده عن ماهية السعادة التي تبثها مثلل تلك القرارات ووقعها على النفس¡ وفي ما هو معروف لدى البشر أن الفرحة المفاجئة¡ كلقاء عزيز أو نيل ترقية لم تكن تحلم بها أو الحصول على مال أو أخبار وطنية مفرحة لم تتوقعها¡ وقعها في النفس أكبر من كونك تعلم بما ستحضر به الأيام.
وعليه فإن الأوامر الملكية التي حضرت عند ساعة متأخرة تقريبا من مساء السبت قد أشعلت الفرح في مواقع التواصل الاجتماعي حتى بلغت حدا "وهو المتوقع" أن كثيرين أبعدوا النوم حتى يشاركوا في ردة الفعل الإيجابية التي جعلت من "هاشتاق الاوامر الملكية" الأكثر تفاعلا عالميا..
ورغم أن نظرتي للأمر قد تختلف عن آخرين لأنني مواليد زمن لم يكن فيه تواصل اجتماعي وتلفزيون أبيض وأسود¡ مواليد زمن تأتي الأخبار من ناقل إلى آخر حتى تصل إلينا بعد أن عاش الآخرون أفراحها وأتراحها تباعا¡ إلا أنني أجد سعادة وحبورا في الأوامر الملكية التي تأتي في المساء ولم يتوقعها أحد.
الفرحة بالأوامر نوع من السعادة¡ والأخيرة هي أعلى وأكبر ما يتمنى الإنسان في حياته يسعى إليها مجتهداً بما أوتي من قوة¡ يجدها البعض في المال أو حتى التغيير إلى الأفضل¡ وهذا لن يتقاطع مع أن السعادة تكون أيضا في الصحة والعافية ويراها بعضهم في التمكين من العلم.
الأوامر الملكية سعادة إيجابية لم ترتبط عبر تاريخها مع ملوك السعودية إلا بالخير والأفراح لهذا البلد المعطاء الكريم من جراء ثقة حقة تنطلق من العلاقة بين القيادة والشعب وقبلها كونها هبة ربانية راقية فحواها الإحساس بالطمأنينة والرضى بالله ومع الله ومن ثم مع القيادة وما يصدر عنها.
ولا نشك أبدا أن بث الفرح وتمنيه للآخر كما هو حال القيادة والشعب¡ ينطلق من تعاليم ربانية أكدها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم بقوله "والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".. لتكون فلسفة العلاقة المبنية على السعادة هي فلسفة سعودية خالصة قرأناها بشكل مثالي مساء السبت الماضي¡ وسنقرأها بإذن الله كثيرا مستقبلا.
إضغط هنا لقراءة المزيد...