أربعة أيام في إندونيسيا (24-27 أبريل 2017) لا تعطيها حقها لاسيما إن كنت قضيت نصف الوقت في التنقل والسفر من جاكرتا إلى شيربون بالباص ثم العودة إليها بالقطار ومن ثم ثماني ساعات ونصف الساعة بالطائرة¡ لكن هذا لم يمنع استيعاب الحضور المكثف للنساء الإندونيسيات في محافل العلم والمعرفة والقيادة والسياسة والإدارة والعمل الاجتماعي والديني بكل كفاءة¡ سواء كن طالبات علم أو عالمات شرعيات.
السياق كان المشاركة في يوم السمنار الدولي للنساء العالمات والذي سبق ثلاثة أيام من تجمع كونغرس نساء إندونيسيا العالمات من جميع الأنحاء لمناقشة مشاركة النساء الدينية والتي انتهت بإصدار ثلاث فتاوى مبنية على البحث المكثف للدليل الديني ومنهجيته والمصلحة والمنطق.
هذا التجمع الذي افتتحه نائب وزير الشؤون الدينية الإندونيسي البروفيسور هـ. عبدالرحمن مسعود¡ شاركتُ فيه بورقة عن مشاركة النساء العالمات في العالم العربي مع التركيز على تجربة النساء في السعودية بالمشاركة مع كل من زينة أنور¡ مؤسِّسة منظمة أخوات في الإسلام الماليزية ورئيسة حركة مساواة الدولية للمساواة في العائلة المسلمة والتي تناولت السياق الذي تعيش فيه المرأة المسلمة اليوم من حاجة إلى المشاركة في إنتاج المعرفة الدينية¡ وتقديم المنظور النسائي النسوي في القوانين التي تتصل وتؤثر في حياة النساء في عالمنا المعاصر بكل تحدياته¡ كما هو المأمور به في الإسلام من التفكر والتدبر والاجتهاد لكل زمان ومكان.. والدكتورة روهيني ضوهاياتين ممثلة إندونيسيا في منظمة التعاون الإسلامي¡ مفوضية حقوق الإنسان سابقاً¡ التي تناولت التحديات التي يواجهها الوجود النسائي في هذه المنظمة الإقليمية إسلامياً ولاسيما جانبها الحقوقي الذي بحاجة إلى الإضافة المستمرة من النساء لتقديم قراءات أكثر عدلاً مع احتياجاتهن غير المنظورة تقليدياً في القراءات التراثية.. وبشرى حيدر¡ مؤسسة مدارس التعايش بين الأديان في باكستان¡ بإدارة الأمينة العامة السابقة لهيئة المرأة الإندونيسية السابقة وإحدى مؤسسات "مساواة".. والدكتورة رفاتو عبدالحميد¡ أستاذة الدراسات الإسلامية في جامعة أبوجا النيجيرية التي تحدثت عن تحديات المجتمع الإسلامي مع تهديد حركة بوكو حرام الراديكالية¡ وألفت ماسيبو ممثلة المجلس الأعلى للمسلمين في كينيا.. والبروفيسورة إفكا سريمولياني¡ التي تناولت تاريخ البيسانترن (المدارس الدينية الإندونيسية التقليدية).. وسفيرة أفغانستان لدى إندونيسيا السيدة رؤية رحماني.. وقبل ذلك كانت المقدمة من الدكتورة بدرية فيومي التي تناولت تاريخ المرأة في إندونيسيا¡ كحاكمة وعالمة ومناضلة سياسية. سبق كل ذلك تقديم مجموعة من عشرين فتاة السلام الجمهوري الإندونيسي بمرافقة شابين على الأورغ والغيتار وقيادة مدربتهن محلّقات بمقطوعتين من الصلوات النبوية في أداء روحاني جميل.
الحضور والنقاش كان أكثر من حيويّ¡ في إطار أكثر من خمس مئة امرأة ورجل من بين ألف وثلاث مئة حاولوا التسجيل.
إضغط هنا لقراءة المزيد...