في زمن الطيبين كان في شرق الرياض شارع عرف بين الناس بشارع (الدركتل). لا أحد يعرف اسمه الحقيقي ولم يكن الناس مستعدين لتغيير هذا الاسم المميز. سمعت أن التسمية جاءت من تخلف إحدى شركات المقاولات عن سحب دركتلها الخربان. مكث الدركتل وأصر حتى فرض اسمه على الشارع.
إذا لم تسارع الأمانة إلى تسميه الشارع سيضطر الناس أن يأخذوا أي شيء بين أيديهم ويتبرعوا به على البلدية. معظم شوارع الرياض القديمة اكتسبت أسماءها بهذه الطريقة. شارع الخزان وشارع العصارات وشارع الشميسي الجديد وشارع الوزير وشارع المطار¡ ولا أعلم كم شارعا من الشوارع الجديدة أخذ اسمه من الناس. في ظني أن اسم الشارع أو الحي يجب أن يظهر مع المخططات. قبل أن يرى الناس وجوده.
أسماء الشوارع تعد نوعا من الثقافة والتكريم وتعكس تاريخ البلد. كتاب يعبر عن مجد المدينة وأهلها وأمتها. يقرأ فيه الساكن والزائر تاريخ البلد رجاله ونساءه وأحداثه.
شوارع الرياض لا تعكس إلا القليل من هذا. إذا لاحظت أسماء شوارع الرياض (لا أعرف عن بقية المدن السعودية) سترى أن معظم التسميات تاريخية أو غير معروفة. أسماء رجال ونساء من ماض بعيد. المملكة بلد كبير ومتنوع وحافل بالتاريخ السعودي المجيد. أسماء بارزة كبيرة ساهمت في تطور البلد وخدمة الناس.
من يجوب شوارع الرياض سيلاحظ غياب فناني البلد وأدبائها ورياضييها وطليعييها في الاقتصاد والإدارة والإعلام ونواحي الحياة الأخرى. المنجزون من أبنائها يستحقون الاهتمام بنفس الاهتمام الذي يلقاه التاريخ قبل ولادة الدولة السعودية. على حد علمي لا يوجد شارع على اسم رياضي. ثمة قائمة كبيرة من أسماء اللاعبين والإداريين الرياضيين الذين خدموا في مجال الرياضة. لن تنسى الرياضة في المملكة أسماء كبيرة مثلت المنتخب ورفعت اسم المملكة في المحافل الخارجية.. ماجد عبدالله والثنيان وسامي الجابر وأحمد عيد وناصر الجوهر والغراب وأسماء كثيرة تستحق أن تظهر على لوحات الشوارع. على مستوى الأدباء لا أجد سببا لغياب اسم غازي القصيبي عن شوارع الرياض. من أي جهة نظرت إلى اسم القصيبي سترى مجدا. لماذا يغيب اسم طلال مداح ومحمد عبده عن شوارع الرياض. هؤلاء وغيرهم كثير بقدر ما خدموا المملكة هم من إنجازات المملكة. شاهد على أثر التعليم والرعاية واهتمام الدولة بأبنائها. كل فترة من فترات الأمم يظهر رجال يسهمون في تعزيز مجد الأمة.. الحقبة السعودية تستحق أن تسجل في سجل المجد وأن يكون أبناؤها أعلاما يضيئون شوارعها بأسمائهم.




إضغط هنا لقراءة المزيد...