حالة الاستبشار الشعبي غير المسبوقة بمسارات التغييرات الملكية الأخيرة¡ جسدت قيمة وحجم التناغم الهائل بين القيادة والمواطن أياً كانت منطقته أو انتماءاته التقليدية والثقافية والفكرية¡ واستطاعت أن تعكس معنى الثقة الراسخة لمجمل القرارات الصادرة من رأس الهرم في البلاد.
هذا الاستبشار لا يتعلق فقط بحركة التغيير أو الإحلال والتجديد في دولاب العمل الرسمي¡ ولكنه تفاعلت مع المضمون العام والرؤية السامية التي تدفع بجيل من شباب الوطن لتحمل المسؤولية الجسيمة في مرحلة لا أبالغ إذا قلت إنها الأخطر والأكثر حسماً في مسيرة دولتنا الفتية¡ لبناء أطر جديدة في مواجهة التحديات والصراعات الراهنة والمستقبلية والتي تحتم استباقها بالإعداد والاستعداد لمتطلبات وضرورات هذه المرحلة.. والأهم استشراف هذا التطوير المرتقب.
ليس تغييراً إذاً من أجل التغيير¡ وليس مجرد استبدال أسماء أو إحلال أخرى¡ ولكني أزعم أنها عملية سعي نحو استقرار مدروس وسط أمواج هادرة من حولنا¡ تأهب لها مليك الحزم كربان ماهر يقود سفينة الوطن بكل حكمة واقتدار باختيار أفضل الطرق وأكثرها أمناً وأماناً للوطن والمواطن.. لذا كانت كل هذه القرارات بمثابة إعادة تأهيل الطاقم لأنها شملت جميع الشرائح ولامست كل الهموم.
هذا التغيير إذاً¡ ومن هذا المنطلق¡ هو بمثابة إعادة تهيئة لمنظومة العمل الحكومي للتفاعل الجاد مع الإستراتيجية الكبرى/ رؤية 2030 بكل طموحاتها وأحلامها¡ والقائمة على الكفاءات السعودية بفسح المجال أمام القيادات الشابة لتبؤ مركزها المستحق¡ والمشاركة في تحمل أعباء البناء والنهوض من أجل الحلم الكبير.. انطلاقاً من أساس التكليف وروح المسؤولية¡ وليس التشريف أو المباهاة والتفاخر.
لذا يبدو مخطئاً جداً¡ من يعتقد أن تلك القرارات مفاجئة أو أنها طارئة أو مؤقتة¡ ولكن مَن يعرف شخصية المليك القائد عن قرب ويتأمل مراحل مسيرته العملية والشخصية¡ يدرك جيداً المدى الشاسع لحنكته السياسية وخبرته الكبيرة في دهاليز السياسة وصناعة القرار داخل بيت الحكم¡ كما أن معاصرته للعديد من الأزمات التي مرت بها بلادنا طيلة أكثر من نصف قرن¡ يتأكد جيداً أننا أمام شخصية استشرافية واعية¡ تعرف حدود القدرة بما تمليه قوة الإرادة¡ لترسم خطواتها الراسخة بتؤدة وحكمة¡ ولا يبغي من وراء كل خطواته وإجراءاته إلا تحقيق المصلحة العليا لهذا الوطن بكل أفراده ومواطنيه.
نحن جميعاً أمام حالة غير مسبوقة¡ نتفهم فيها دواعي التغيير بهذه الجرأة والوضوح وبما يحمله من مضمون يتعزز في عدم التهاون لأن الجميع تحت المتابعة المجتمعية أولاً بما تعنيه من محاسبة ومساءلة¡ تنهي سنوات الجفاف غير المسؤول.. فهل وصلت الرسالة¿




إضغط هنا لقراءة المزيد...