أسموه ما شئم ملك الصحافة عميدها... الأستاذ..,
هو دوما أبو عبدالله...
الأب الروحي لي طوال سنوات عملي في الرياض وعلى مدى عشرين عاما متواصلة كرئيسة للقسم النسائي إلى أن استقلت من رئاسة القسم مع استمراري ككاتبة في الجريدة.
رحلة عمل فيها كثير من المواقف لم تكن جميعها ناصعة البياض ولكنها دون استثناء نبيلة الاختلاف...
الكتابة عن تركي تحتاج لنظام ثلاثي الأبعاد فهو إداري محنك القيادة ومهني ذكي الاكتشاف للمواهب وإنسان نبيل وشهم, لم يخشَ في يوم من الأيام منافسة الشباب بل كان أكبر داعم لأي موهبة جادة ومثابرة..
مواقفي معه أثناء ترؤسي للقسم وقبل ذلك كشفت أن معدن هذا الرجل يختلف عن كثيرين.
طوال مدة عملي معه لم أسمعه ينتقص من قيمة زميل بل إنه يثني عليهم ويثني على قدراتهم¡ صبور إلى حد القسوة على آلامه...
معه أصبحت "الرياض" نموذجا للصحيفة الوطنية..., حمل بصلابة وثبات شمعة التنوير رغم طول المسير لأكثر من أربعين عاما لم يتعب ولم ييأس ولم يتنازل تحركه وطنيته وقناعاته ورؤيته للغد.
إنسانيا وقفت على كثير من مواقفه قد يكون سريع الانفعال ولكن له قلباً أبيض لا يعرف الحقد, لا يعرف فجور الخصومة ولا يتوقع الغدر من الآخر..
في أحد الأيام رفعت له خطاب طلب سلفة لإحدى الموظفات وكانت السلفة أكثر من المتاح لها نظاما تم رفض الطلب من الإدارة المالية وتمت إعادته من الإدارة المسؤولة لأبي عبدالله هاتفني يسأل عن الموضوع شرحت له الموقف صمت قليلا قاطعته سأكون لها ضامنة, رد بسرعته وبنبرة صوته المعترضة (من عملوا معه سيعرفونها) لا خلاص انسي الموضوع الإدارة طبقت النظام, وخلال ساعات جاء ظرف للموظفة دون أن يحمل اسما آخر سوى اسمها ودون أن تعرف الفاعل ودون أن تلتزم بسلفة قد تزيد أزماتها المالية...¿¿ لن أنسى شخصيا مهاتفته لي بعد وفاة والدي حين قال الله يرحم والدك وأنت في حسبة بنتي ولو احتجت أي شيء لا تترددين ...¿ بعد اختياري لمجلس الشورى اتصلت به قال المفروض أنا اتصل بك أهنئك على الثقة الملكية قلت وهل تنتظر ذلك الابنة من أبيها ضحك وقال المهم لا تتركي الكتابة في الجريدة...
تركي أستاذي مدرسة في مهارة الإدارة يحمل فلسفة اتخذ القرار ولا تبحث عن أي خصومة ولكن لا تخشاها في سبيل النجاح....
مهني يرسم خريطة الصحيفة في زمن قياسي يملك حسا صحفيا عالي المستوى يفرح لبروز أي موهبة.., في الجانب الإنساني هو مدرسة يمينك لا تهمس ليسارك بما قامت به...
في إطار وقوفه مع الصحفية المرأة كان صاحب مبادرة تأسيس أول قسم نسائي في المملكة وحينها وقف بنفسه مع رجال الأمن عند افتتاح القسم, واستمر دعمه لهذا القسم إلى أن وصل لأكبر قسم صحفي نسائي في السعودية, دعمه بتفرغ الصحفيات والتزام الجريدة معهن بعقود مثل الصحفي الرجل, ولم ينسَ الظروف المجتمعية ويقدر ثقافة المجتمع يدعم معنويا ومهنيا وماديا, لا يجامل في العمل يتسم بالوفاء في علاقاته مع أصدقائه وزملاء العمل..
تركي بعد رحيلك عزائي أنني تلقيت العزاء فيك كما تلقته هند ولولوة...




http://www.alriyadh.com/1595657]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]