ربما لم يَنَلْ موضوع من مواضيع وبرامج وزارة التعليم من تحذير وتنبيه ونقدٍ فكري ما نال برنامج "فطن" المنبثق عن وزارة التعليم وكيف لا يكون ذلك والبرنامج بحسب ما كان يُسوّق له معنيٌّ بسلامة فكر نشء وشباب الوطن فيما يُفترض أن يعمل ضد التطرف والأفكار المتطرفة والإرهاب.
أن يكون هناك برنامج حقيقي للتصدي للأفكار المتطرفةº فهذا من واجب تحقيق الأمن الفكري¡ وهو يسبق مراحل عدة تأتي بعدها فصول عدة تحت عنوان الأمن المعيشي¡ لذلك يعد التعليم الباب الكبير والأول الذي ينبغي العمل منه نحو تنشئة الأجيال وتعزيز التنشئة الحقيقية لمعاني الإسلام من خلال الكشف عن وإبانة الخطابات المتشددة أو خطابات الجماعات والتنظيمات التي صنفتها المملكة بأنها إرهابية أو ما تحاول أن تصنعه بعض الخطابات نحو تشكيل فكر ثوري ضد الدولة وسياستها ويتقن لغة القتل أو التحريض.
لذلك¡ ومن خلال تتبع أحداث عدة تعرضت لها المملكة¡ أو دول أخرى¡ من عمليات كبرى في ملف إرهابي بغيض¡ نجد أن الخطابات المتطرفة تنبع من تعزيز نبتة الفكر المتطرف¡ ويظل النشء يعيش فيها رغم محاور عدة تتنازعه أبرزها الطموح المستقبلي¡ لكن الاستجابة او التأثر نوعا ما يتجه للتنشئة الفكرية التي كان ولا يزال منبعها البيئة التعليمية.
برنامج "فطن" الذي ظهر فجأة قبل قرابة العامين¡ وكان لا يزال غامضاً على كثير من أبناء الوطن¡ رغم أن وزارة التعليم بنت البرنامج وفق ما تعلنه¡ على أنه يواجه الفكر المتطرف¡ ولم أكن لأتناول قراءتي لماهيّة البرنامج القائمة سابقاً في مقالاتي لولا الالتزام بواجبي الوطني ثم حينما وجدت وزارة التعليم قد اتخذت إجراءات تصحيحية حقيقية مؤخراً في مساره.
تحت مظلة السؤال الوطني الكبير: كيف واجهت المملكة الإرهاب لابد أن نطرح تساؤلاً هاماً بل ويعد ركيزة من ركائز الإجابة كيف واجهت وزارة التعليم الإرهاب الذي استهدف الوطن وأبناءه¿!
وذلك لأمرينº الأول: أنّ الدول التي تعاملت مع الإرهاب بصفته ظاهرة تحتاج إلى حلٍ عسكري فقط لم تنجح في اجتثاثه¡ الإرهاب هو عملٌ تغذّى من فكر¡ لذلك كانت مكافحته لا تحتاج إلى حلٍ أمني فقطٍ¡ أو بعبارة أخرى من السهل أن تطلق رصاصة على جسد الإرهاب ولكن ليس من السهولة أن تقضي على فكره الذي سينتج المزيد فيما لو استمر وبقي دون قضاء عليه!
الأمر الثانيº قضية مفهوم الأمن الفكري الذي أنتجته الحاجة لمواجهة الإرهاب ومكافحته فكرياً من بعد أحداث 11 سبتمبر هو متواجد في معايير وقيم اجتماعية مختلفة ولكنها ذات علاقة مؤكدة بجانب التنشئة الاجتماعية والتي كما نعرف تتقاسمها مؤسسات فاعلة في المجتمع. أولها وأساسها المؤسسة الأسرية تليها وزارة التعليم لذا هما يعدّان الحاضن الحقيقي للإنسان السعودي في مرحلة طفولته ومراهقته وشبابه ولكن المؤسسة الأسرية لا تستطيع أن تقرر شيئاً وحدها يخص اتجاهات الثقافة الاجتماعية لأبنائها ورسمها دون مساهمة فعلية من مؤسسات المجتمع المهمة والأساسية وعلى رأسها مؤسسة التعليم وإلا سوف تصبح كالذي يسبح عكس التيار فما يبنى في البيت قد يهدم في المدرسة والجامعة.
وللحديث بقية ..
http://www.alriyadh.com/1635703]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]