فعل الاتفاق في الدمام ما كان يتمناه الكثيرون¡ أسقط الهلال بثنائية و(ولَّع الدوري) ومنح الأهلي فرصة العمر ليأكل بيده لا بيد أحد بعدما كان الأول وحده من ينعم بهذا الامتياز¡ أمَّا الآن فقد أصبح اللقب بيد الفريقين قبل نهاية السباق بثلاث جولات¡ وعلى الرغم من أنَّ الهلال لايزال يسبق منافسه بخطوة إلا أنَّه يبدو في وضعٍ فني ومعنوي كارثيº فيما يتصاعد رتم ملاحقه وتتصاعد روحه وقتاليته في المنعطف الأخير من هذا السباق المحموم!.
ردة الفعل الغاضبة من جماهير «الزعيم» بعد الخسارة أول من أمس مبررة ومنطقية¡ فالفريق ومدربه ولاعبوه على وشك أن يخسروا أسهل لقب دوري بهذا التفريط الغريب الذي بدأه المدرب الأرجنتيني رامون دياز¡ وأكمله مدرب «الفزعة» الأولمبي خوان براون الذي يبدو أنه لا يملك الحلول ليصلح ما أفسده دياز وابنه¡ ولا ما أفسدته إدارة النادي منذ الصيف الماضي¡ وربما لو كان يملك أكثر من محمد جحفلي في الفريق لاستطاع أن يفعل شيئًا في هذا الوقت الضيق والحرج الذي يتطلب رجالًا في الملعب بروح وعطاء جحفلي¡ أو ربما لو أنَّ من اختارهما دياز والإدارة ليعوضا غياب كارلوس إدواردو استطاعا على الأقل أن يعوضا غياب سالم الدوسري¡ أمَّا من دون ذلك فإن براون لن يكون أفضل من دياز¡ بل ولا من سيبيريا!.
هل خسر الهلال الدوري¿! بالطبع لا¡ إلا أن أراد الهلاليون أن يرفعوا المنديل مبكرًا¡ ففريقهم حسابيًا وعلى الورق مازال المتصدر بفارق نقطة والأقرب للقب¡ لكن تحقيق بطولة الدوري لا يتحقق بمجرد حسابات¡ بل بأرواح تغلي.. وقلوب تحترق!.
قصف
تبادل الاتهامات والانتصار للذات والبكاء على اللبن المسكوب لن تعيد الزمن إلى الوراء ولن تعيد الهلال إلى دروب التألق والانتصارات¡ بقي ثلاث جولات تتطلب التكاتف والتآلف واستنهاض همم اللاعبين واستمرار وقفة الجماهير الوفية وتأجيل بعض الأحاديث إلى وقتٍ آخر!.
الفوز على القادسية والفتح والتعادل مع الأهلي -على الأقل- يمنح الهلال اللقب من دون النظر لأي نتائج أخرى¡ هذه ليست مهمة مستحيلة متى حضرت روح الزعيم الغائبة¡ الهلال لا يحتاج إلى المحال ليحقق اللقبº بل إلى معاهدة تاريخية يوقعها نجومه لينقذوا بها تاريخهم وآمال جماهيرهم وكبرياء هلالهم!.
الأهلي هو المتأخر نقطيًا عن الهلال¡ لكنه اليوم وفي أهم مراحل الدوري هو الأجهز والأكثر استقرارًا فنيًا ومعنويًا¡ متى استطاع الهلاليون أن يستعيدوا روحهم المعنوية والقتالية قبل الفنية فستكون مهمة الأهلي هي المستحيلة!.
إذا فكَّر مدرب الهلال ولاعبوه بمباراة الأهلي في «الجوهرة المشعة» فسيكون السقوط أمام القادسية في الراكة!.
كلما خسر الهلال في آسيا تحدثوا عن الظلم والعدل والنوايا¡ مع أن رصيد أنديتهم في سجل دوري أبطال آسيا «صفر»!.
http://www.alriyadh.com/1667774]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]