كل شيء في الحياة يتطور بشكل عجيب وسريع بسبب التقنية التي غيرت أسلوب هذه الحياة لدى كثير من البشر والمنظمات والأسواق¡ ويظل الإنترنت هو حجر الزاوية والجزء الأهم من حياة الناس في جميع تعاملاتهم اليومية¡ وربما يكون التسويق هو أكثر المجالات استفادة من الإنترنت بعدما ظهرت معه مصطلحات تسويقية جديدة كالتسويق الإلكتروني¡ ومن بعده التسويق الرقمي الذي عزز وجوده ظهور الأجهزة الذكية¡ التي غيرت وما زالت تغير من ملامح المحتوى التسويقي الذي أصبح يجد اهتماماً كبيراً من الشركات والمنظمات لقناعتهم التامة بفعاليته الكبيرة¡ وتأثيره الأكبر على المستخدمين.
والتسويق الرقمي أصبح أحد الأعمدة الرئيسة للتسويق في مجالاتٍ عدة¡ من ضمنها المجال الرياضي¡ إذ بدأت كثير من الأندية والنجوم والهيئات الرياضية وحتى الشركات الراعية¡ تعتمد على التسويق الرقمي لتعزيز التواصل والتفاعل مع الجماهير بشكل مباشرº مما يسهم في بناء علاقة قوية بين الجهة الرياضية ومشجعيها وبين الشركات الراعية وعملائها.
ومن الأمثلة الرياضية البارزة والناجحة عل صعيد التسويق الرقمي هو وضع إدارة التسويق في نادي مانشستر سيتي الإنجليزي استراتيجية خاصة بالتسويق الرقمي كأداة فعالة للتواصل مع الجماهير¡ وبناء علاقة قوية ومربحة للطرفين¡ واستطاع النادي أن يفعّل هذا الجانب بشكل كبير جداً¡ مستثمراً ثورة الهواتف الذكية والبرامج التفاعلية¡ ولعل أهم هذه الأدوات هي قناة النادي على اليوتيوب¡ والتي أُنشئت العام 2011¡ ووصل عدد مشتركيها إلى مليون مشترك¡ فيما تجاوز عدد المشاهدات 350 مليوناً منذ إطلاق القناة¡ وهذا رقم كبير جداً ومحفز للشركات الراعية التي بدأت تنظر لمانشستر سيتي نظرة مختلفة¡ وهذا ما حدث فعلاً إذ أثرت هذه الاستراتيجية إيجاباً على إيرادات النادي في العام الماضي¡ والتي كسرت حاجز 400 مليون باوند لأول مرة في تاريخ السيتي¡ إذ بلغت إيراداته 473 مليون باوند.
وكانت علامة السر في كل ما تحقق هو تفعيل النادي للتسويق الرقمي مرتكزين في ذلك على قوة المحتوى الذي جذب الجماهير ومعهم الشركات الراعية.
قناة النادي على اليوتيوب كانت وما زالت تنقل ما يدور في كواليس الفريق ونجومه بأسلوب شيق وجذاب¡ كما أن التعاقد مع المدرب بيب غوارديولا شهد ظهور برنامج مميز اسمه التاكسي¡ فالمدرب في يومه الأول مع النادي ركب في التاكسي¡ وسائقه يجوب شوارع مانشستر بحثاً عن المشجعين الذين يرغبون في نقلهم لوجهات مختلفة¡ فيركب المشجع من دون علمه بوجود المدرب في الداخل¡ فيتفاجأ ويحصل كثير من المواقف الطريفة التي استعرضتها قناة النادي في اليوتيوب¡ محققة بذلك نسبة مشاهدة عالية جداً¡ ويأتي في طليعة هذه المواقف موقف الطفل الذي ركب التاكسي فتفاجأ بغوارديولا¡ وحدث نقاش جميل وشيق بسيناريو عفوي ورائع¡ أنصح الجميع بمتابعته عبر قناة النادي في اليوتيوب¡ وستجدون المقطع مترجماً تحت مسمى (غوارديولا والطفل في التاكسي).
http://www.alriyadh.com/1672887]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]