في المأساة السورية تحديداً لم يعد من المنطقي الحديث عن أي دور فاعل للمجتمع الدولي لوقف المجازر التي ترتكب في حق الأبرياء من أبناء الشعب الشقيق.
فقد أصبح من المعتاد أن تعقب الهجمات الكيميائية والبراميل المتفجرة التي يمطر بها النظامُ الفاشي في دمشق شعبه بياناتُ الشجب والإدانة من مختلف عواصم العالم مذيلة بدعوات لانعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن لتجريم نظام الأسد ومعاقبته على هذه الجرائم الشنيعة¡ ثم تتوجه الأنظار إلى نيويورك حيث يتبارى مندوبو الدول الأعضاء في مجلس الأمن للتنديد بجرائم بشار الأسد ونظامه الدموي في تسلسل ينتهي بفيتو روسي يعيد الأزمة إلى المربع الأول¡ ويمنح بشار الأسد مساحة زمنية جديدة لتجربة أنماط جديدة من القتل والتعذيب في حق أبناء شعبه.
غياب الفاعلية الدولية يعني استمرار حمام الدم في سورية¡ وهو ما يصب في مصلحة النظام الذي أثبت عدم مبالاته في البقاء حتى فوق أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ¡ وفي ذات المسار ستتواصل مأساة أبناء الشعب السوري طالما كان ملف الأزمة التي يعيشونها مفتوحاً أمام تجاذبات الأقوياء وحسابات مصالحهم.
في دوما استخدمت قوات نظام بشار الأسلحة الكيميائية ليسقط العشرات من الأبرياء ليلتحقوا بمئات الآلاف من ضحايا جرائم النظام المتعطش للقتل والتدمير في حين بقي الأحياء شهوداً على واحدة من أبشع صور الاعتداء على الإنسان وكرامته¡ واستناداً إلى التجارب المريرة المتكررة لن يعول أي عاقل على أي تغيير يحدث من خلال مجلس الأمن أو لغة التهديد بالقصاص من القتلة.
المأساة السورية والتي حولتها لغة السياسة إلى مجرد أزمة يتطلع الجميع باستثناء بشار الأسد وداعميه إلى موقف دولي أكثر صدقاً قبل الحديث عن سياسة أكثر جدية لوقف جرائم النظام في حق شعبه وصولاً إلى حل سلمي قائم على مبادئ إعلان "جنيف 1" وقرار مجلس الأمن الدولي 2254¡ أما إذا بقيت هذه القضية معلقة في سجل المساومات وحسابات عواصم الشرق والغرب فإن على الجميع توقع المزيد من المجازر على يد نظام الأسد الإرهابي.
http://www.alriyadh.com/1674198]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]