حملت مختلف مصادر المنصات الإعلامية في الأيام القريبة الماضية بشائر التحول الوطني الحقيقي والمنشود من قبل شريحة كبيرة في المجتمع في قطاعين لطالما أغفل حتى الحديث عنهما مع أنهما صناعة ورافد من روافد تنويع مصادر القاعدة الاقتصادية وقطاع حيوي لاحتواء شريحة كبيرة من المواطنين وظيفيا¡ بداية بتشكيل أول مجلس للهيئة العامة للثقافة بعد استحداثها¡ والتي سيكون لها الأثر الكبير في رسم الخريطة الثقافية والفنية في مجتمع يتمتع بثراء وتنوع ثقافي وفني وله حضوره حول العالم عدا وطنه¡ ولهذا يتوقع لهيئة الثقافة أن تكون نافذة رسمية لاحتواء الشباب الموهوب ووسيلة رعاية ودعم لهم للانطلاق في فضاء الثقافة وصناعة محتواه¡ والبداية ستكون كما أعلن على هامش زيارات ولي العهد الخارجية عن مشروعات مشاركة الوطن لأول مرة في مهرجان كان السينمائي في دورته الجديدة لعام 2018م¡ وتحويل منطقة العلا الأثرية إلى متحف مفتوح¡ وإنشاء دار أوبرا وأوركسترا وطنية.
أما على صعيد الترفيه وفي سابقة تاريخية طال انتظارها¡ أعلنت شركة (AMC) عن افتتاح أول دار عرض سينمائي الشهر الجاري بحسب ما جاء على لسان رئيس الهيئة العامة للترفيه¡ باعتبار ذلك أحد المسارات التي تتولى هيئة الترفيه رسم معالم خريطته في المجتمع والعمل على إيجاد قنوات متنوعة عبر عقد اتفاقات وشراكات متنوعة مع كبرى شركات الترفيه العالمية لتنفيذ عدد من الفعاليات في المملكة¡ مما سيكون له الأثر المباشر في العمل على تحقيق الهجرة العكسية للمواطنين نتيجة شد الرحال حول العالم في كل مناسبة بحث عن الترفيه البريء¡ حيث تشير التقديرات أن تكلفته ما ينفقه السعوديون خارجيا من أجل السياحة والترفيه يقارب (20) مليار دولار سنويا¡ سيتم العمل على إعادة إنفاقها في الاقتصاد الوطني بالإضافة إلى ما تخلقه من سوق محلي مليء بفرص عمل جديدة للمواطنين.
ولهذا نقول إن الثقافة بأشكالها والفن بأنواعه صنوان لا ينفصلان في خلق الوعي والترفيه لدى المجتمع¡ ونافذة من نوافذ الترويح وإدخال السرور وروح البسمة على النفسº لكنهما كذلك لغة عالمية للتواصل مع شعوب العالم وقوة ناعمة تعلوا على أي قوة أخرى¡ ولنا في الانفتاح الثقافي الذي استفاد مما خلقته وسائل التواصل الاجتماعي من انحسار للحدود والقيود أمامها خير دليل في إيصال رسائل الشعوب الأخرى وتشكل المعرفة بها لدى الآخرين عن ما يحصل في الجزء الآخر من العالم خير برهان في قوة خطابها ورسالتها¡ وبالتالي علينا كذلك ان نستثمر ذلك في خلق حالة من الوعي لما تتضمنه شريعتنا الإسلامية من مبادئ وقيم سامية للتعايش والسلام¡ وما يحفل به مجتمعنا من ثراء وتنوع ثقافي ومحبة للانفتاح على شعوب العالم الآخر.
http://www.alriyadh.com/1674614]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]