رحلت ربيع هذا العام غزالة فلسطين –كما أطلقت عليها والدتها الشاعرة زهيرة صباغ- إنها الفنانة ريم بنا "1966- 2018" بعد صراع تسع سنوات مع المرض الخبيث.
مثلما قاومت ابنة الناصرة منعها من الغناء في الدول العربية بالغناء لشعراء العربية الكبار¡ حتى وقفت على مسارح دمشق وتونس وبيروت وعمان والقاهرة¡ فهي قاومت أيضاً هذا المرض بالغناء حتى فقدت وتراً من صوتها إلا أنها بنت عمارة من "مواسم البنفسج".
إذا كانت المرجعيات الثلاث الرئيسة لما سمي بالأغنية الفلسطينية¡ هي التراث الثقافي المشترك مع بلاد الشام¡ والقوالب التقليدية من بغداد وحلب والقاهرة¡ والأغنية السياسية بصيغتها اللبنانية¡ فإن في فلسطين المحتلة ثمة مرجعيات نقيضة¡ أغاني أرض إسرائيل أي التراث الثقافي المستوطن "الأشكنازي - شرق أوروبا"¡ والتراث الثقافي المتوسطي "المزراحي - اليوناني والتركي والعربي"¡ والموسيقى الوافدة "البوب والروك – الأنجلو -أميركي".
انطلقت بنا من التراث الثقافي الفلسطيني¡ في أهازيج الطفولة "الولادة والمهد والمشي والنطق ..إلخ" خصصت لها مجموعة من الأشرطة والأقراص الرقمية¡ منذ "قمر أبو ليلة" 1995 وضعت الكلمات والألحان بنفسها¡ و"مكاغاة" 1996 صاغها زجلياً الشاعر سعود الأسدي ومهرتها بألحانها¡ و"نوار نيسان" 2009.
بينما انطلقت في مجموعات أخرى¡ متخذة من مرجعياتها المبتدأ والتنويع عليها¡ توجد مجموعتان تسجلان تجربة البدايات – لم يتوفر الاطلاع عليهما¡ وهما "جفرا" 1985¡ و"دموعك يا أمي" 1986¡ بينما قدمت نفسها عبر مجموعة "الحلم" 1993 بأشعار متخذة من قصائد زهيرة صباغ وسميح القاسم وتوفيق زياد وسيدي حركش -الاسم الحركي ليعقوب إسماعيل-¡ وأخرى بنيت على التراث الفلسطيني مثل تهليلة "يا ليل ما أطولك" وأسهم معها في التلحين زوجها الأوكراني ليونيد ألكسينيكو¡ والثانية "وحدها بتبقى القدس" 2001 اعتمدت على نصوص شعرية وقعتها ولحنتها مشتركة مع زوجها أيضاً باستثناء اتخاذ واحدة من قصائد محمود درويش¡ وفي الثالثة "مرايا الروح" تعتمد على قصائد زهيرة صباغ وتوفيق زياد وماجد أبو غوش¡ ووضعت بنا بنفسها أغنية "مالك" وأخرى متخذة من التراث الفلسطيني.
وفي مجموعتها الرابعة "لم تكن تلك حكايتي" 2006 وضعت الألحان بالاشتراك مع الملحن الدنماركي هنري كوتس لنصوص شعرية معظمها لوالدتها صباغ وتكرر في التالية "مواسم البنفسج" 2007 بينما في آخر مجموعة "تجليات الوجد والثورة" 2013 اعتمدت على نصوص لبدر شاكر السياب والحلاج وابن الفارض ورابعة العدوية مسيطراً على المزاج اللحني حالة الغربة والتصوف¡ وأكملت مجموعة قبل وفاتها ربما تصدر قريباً..
ثبتت ملامح تجربتها راسمة أغنية فلسطينية مغايرة تراثها عنصرها الشفاف ومعاصرتها أساسها الراسخ..
http://www.alriyadh.com/1675833]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]