هناك تساؤلات يطرحها أي متابع للشأن السياسي حول الأوضاع التي يمر بها عالمنا العربي¡ دون أن يلقى لها أجوبة محددة ترضي فضوله وتوصله إلى حقيقة الأمر.
فالوضع في وطننا العربي كبير¡ وغير مستقر لكثرة الملفات المفتوحة على مصراعيها¡ دون أن تكون لها نهايات واضحة في الأفق¡ ولن ندخل في تفاصيل تلك الملفات كونها أصبحت معروفة للجميع¡ فالمتابع للشأن العربي أصبح ملماً بما يحدث في الأزمات العربية التي بدأت قبل ثماني سنوات بما أطلق عليه (الربيع العربي) جزافاً¡ حيث لم يكن ربيعاً بقدر ما كان خريفاً¡ قاتم السواد شديد العواصف التي لم تهدأ بعد¡ بل إن ريحها مازالت تعصف بالمنطقة.
ويتساءل ذلك المتابع هل من نهاية لتلك الأوضاع¡ وكيف ستكون¡ وإلى أين ستأخذنا¿ أسئلة قد تدور في ذهن المواطن العربي دونما إجابة واضحة محددة تجعله يشعر بالاطمئنان لمستقبل لا يرى فيه ألواناً زاهية كما يتمنى¡ بل العكس صحيح¡ ولكن عندما يتعمق ذاك المتابع ويحاول أن يجد مخرجاً يوصل تفكيره إلى بر الأمان سيجد أن هناك متناقضات قد تعقد الحلول التي يحاول الوصول إليها¡ فهو لا يفهم موقف المجتمع الدولي من قضاياه¡ وسيستثني القضية الفلسطينية لمعرفته بموقف المجتمع الدولي منها على مدار سبعين عاماً مضت¡ ولكنه بالتأكيد سيفكر فيما ستؤول إليه الأمور¡ وسيعود بذاكرته إلى الوراء مستذكراً نظريتي (الشرق الأوسط الجديد) و(الفوضى الخلاقة) اللتين أطلقتا في عهد إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش الابن بدءاً من العام 2004¡ ويقوده تفكيره إلى إسقاط تلك النظريتين على الوضع الحالي حتى يجد مبرراً مقنعاً لما يحدث.
الوصول إلى قناعة (نظرية المؤامرة) وإسقاطها أمر سهل لتبرير ما يحدث¡ ولكن الأمر الأصعب هو أن نفكر لماذا وصلت بنا الحال في العالم العربي لما نحن عليه¡ لماذا نحمّل الآخرين أسباب إخفاقنا وفشلنا دون أن نبحث داخل ذواتنا عن الأسباب الحقيقية التي أدت بنا إلى وضع عربي غير مرْضٍ¡ على العموم لماذا لا نكون نحن السبب فيما يحصل لنا¡ ويجد الآخرون مصلحتهم فيه¿
تساؤلات المواطن العربي مشروعة¡ والأجدى له أن يوقد شمعة بدلاً من أن يلعن الظلام.
http://www.alriyadh.com/1695318]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]