بعض الملفات التي تعالجها المملكة قد تبدو في ظاهرها سلبية¡ خصوصا من وجهة نظر الآخر البعيد عن الأحداث. ربما يكون المثال المناسب هنا هو الحرب الدائرة في اليمن لاستعادة الشرعية ولجم الانقلابيين. كثيرون حول العالم لا يرون المشهد كما نراه عن قرب. لم يشاهدوا صواريخ باليستية تنتهك أراضيهم وتروع سكانها. السعودية لا تريد لمجموعة عصابات مغيبة عقليا وتدار من طهران أن تهدد أمنها. وبالفعل كان قلقها في محله¡ فالميليشيات الحوثية الإيرانية قامت عدة مرات بإطلاق الصواريخ على الأراضي السعودية.
الدول الغربية تحرص¡ بشكل صارم¡ على حماية أمن أراضيهاº لذلك تحرك العالم بكل قوته ضد تنظيم داعش عندما بدأ يهدد السلم العالمي¡ الحوثيون لا يختلفون كثيرا عن «داعش»¡ هم جماعة تقوم على إيديولوجيا ومعتقدات دينية معينة¡ ويستخدمهم الولي الفقيه في حروبه المقدسة لمد خلافته¡ ويتوسلون العنف لتحقيق ذلك¡ وبالتالي لا فرق بينهم وبين تنظيم داعش الإرهابي¡ الذي كان يسير على السيناريو ذاته¡ فلماذا يرى العالم أن القتال ضد تنظيم داعش مبرر¡ في حين يجرم الحرب على ميليشيات الحوثي.
المجتمع الدولي - مع الأسف - ما زال ينظر للأزمة بين السعودية وإيران على أنها صراع على النفوذ في الشرق الأوسط¡ بينما الواقع هو أن ما يحدث هو وقوف سعودي في وجه التمدد الإيراني الواضح في المنطقة¡ وهو معركة نبيلة من الجانب السعودي¡ يفترض أن يقدم لها المجتمع الدولي كل الدعمº إذ إن ما يقوم به «التحالف» سيجنب العالم ويلات مستقبلية كبيرة في حال سيطرت إيران - الدولة الثيوقراطية التي يحكمها الملالي - على معظم الشرق الأوسط¡ ونشرت إيديولوجيتها المغيبة للعقل في هذا الجزء المهترئ من العالم¡ كم من الميليشيات الدينية التي ستستطيع إيران أن تعبئها آنذاك¿ وهل سيستطيع العالم مواجهتها¿
أعود إلى سؤال البداية: هل وجهة النظر السعودية واضحة للعالم¿ لا أعتقد¡ وأظن أن كثيرا يجب عمله خصوصا على المستويين الدبلوماسي والإعلامي¡ الانفراجة التي حدثت أخيرا في الأزمة السعودية - الألمانية تثبت ذلك¡ فالألمان لم يكن تقديرهم لما تقوم به المملكة دقيقا¡ ولذلك قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بوضوح إنه «يأسف لسوء التفاهم الذي حدث».
يجب أن يعرف المجتمع الدولي أن السعودية بلد محب للسلام¡ لطالما كان وسيظل كذلك¡ وأن ما يبدو للعالم مشوهاً أو غير مفهوم هو في الواقع مبرر تماما ومنطقي من وجهة نظر المملكة¡ نحتاج فقط إلى توضيح مواقفنا بشكل لا يقبل التأويل.




http://www.alriyadh.com/1707962]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]