بمناسبة يوم الوحدة الألمانية وقبل 28 عاماً أصبحت ألمانيا موحدة من جديد على أسس الديمقراطية والحرية. منذ ثلاثة عقود تقريباً تم التغلب على الانقسام السياسي الذي أُرغمت عليه في خضم الحرب الباردة. إن المواطنات والمواطنين الشجعان من شرق ألمانيا هم الذين أسقطوا آنذاك الجدار بين الشرق والغرب بشكل أساسي. لكن فضلاً كبيراً في ذلك يعود أيضاً إلى دولنا الشريكة. فمن دون ثقتها بتطوّر سلمي وإيجابي لدولة ألمانية موحّدة في أوروبا¡ لما كانت الوحدة الألمانية ممكنة.
وفي هذا العام أيضاً كنا محطّ ثقة كبيرة لدول كثيرة. ففي شهر يونيو/حزيران تم انتخاب ألمانيا من قبل 180 دولة كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمدة عامين. نحن نرى في هذه الثقة التي وضعها فينا المجتمع الدولي مهمةً لمواصلة جهودنا سوياً مع شركائنا وبكل ما أوتي لنا من قوة من أجل إحلال السلام والأمن في العالم. ولا سبيل لذلك إلا في إطار نظام دولي مبنيّ على القواعد. فالتعاون الحقيقي المتعدد الأطراف لا يحدث عبر تحصين حق الأقوى¡ وإنما بوضع شروط عادلة للجميع. نحن نريد أن نعمل سوياً على ذلك في تحالف للتعاون المتعدد الأطراف والمفتوح لجميع المهتمين.
إن الاعتماد المتبادل الآخذ في تزايد والذي يتسم به العالم في القرن الحادي والعشرين يتطلب منا التغلّب على الانعزالية. وحتى وإن كانت التيارات القومية والشعبوية حالياً في تقدم مستمر في العالم: فمن الصحيح ومن الممكن مواجهة هذا التيار. في أواسط ثمانينات القرن الماضي ما كان أحد ليعتقد أن سقوط جدار برلين في
ألمانيا المنقسمة ممكنٌ¡ إلا أنه سقط بالفعل بعد سنوات قليلة.
إننا نعمل كذلك اليوم في الاتحاد الأوروبي ومع شركائنا حول العالم من أجل رأب الانقسامات والتغلب على الاختلافات والمساهمة في حل الأزمات والنزاعات وتعزيز حقوق الإنسان وسيادة القانون.
إحدى العبر التي نستخلصها من إعادة التوحيد الألمانية هي أنه لا سبيل لتقدم حقيقي بمسار انفرادي. فإننا نحتاج إلى بعضنا البعض وسيبقى الأمر كذلك. وهذا أمر حسن.
وزير خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية للبعثات الدبلوماسية الألمانية
http://www.alriyadh.com/1708583]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]