ليس من المستغرب أن تمد حكومة إيران أذرع شرورها إلى سائر مناطق الشرق الأوسط¡ بشتى الوسائل الخفية¡ فالخداع والكذب والشر ديدنها المتبع¡ في دستورها الطامح لتصدير ثورتها المشؤومة الدموية المدمرة.
وحسب ما أظهرت قراءات الأقمار الصناعية¡ فقد كانت السفينة الإيرانية التجارية الضخمة (سافيز) يداً بحرية مبتدعة¡ بعد أن هجرت وظيفتها في توزيع الحاويات التجارية¡ لترسو بقرب جزيرة صغيرة بالبحر الأحمر منذ أكثر من عام¡ قريباً من باب المندب.
والحقيقة أن الرئيس أوباما كان قد أسقط عن هذه السفينة العقوبات الأميركية بعد توقيع اتفاقية المفاعل النووي الإيراني¡ مثل بقية السفن التجارية الإيرانية.
وحامت شكوك الحلف العربي بقيادة السعودية في أوضاع هذه السفينة المريبة الرابضة في غير مكانها لتلك الفترة¡ مع احتوائها على رادار من نوع متطور يندر مشاهدته في سفن الشحن¡ وأنها تحمل مدافع وأجهزة توجيه للزوارق.
وقد تأكدت تلك الشكوك بتصريحات القيادي بالحرس الثوري الإيراني ناصر شعباني¡ الذي أقر بوجود فوضى عارمة في باب المندب¡ وإيعازه لميليشيات الحوثي بضرب ناقلتي نفط سعوديتين كانتا تعبران منه بحمولتهما.
وعلى إثر ذلك قام الحلف بدوره الاستطلاعي¡ وعرض على قبطان السفينة سافيز تقديم الدعم والمساعدة في إصلاح أي خلل تعاني منه¡ غير أنه رفض أي مساعدة.
وبمتابعة السفينة بطيران وبحرية الحلف ثبت أنها قاعدة بحرية أمامية لرعاية الإرهاب¡ وأنها الشريان المتدفق بالأسلحة والذخائر¡ وخبراء حزب الله المنتدبون لإرشاد وتدريب ميليشيات الحوثي¡ حينما كان ميناء الحديدة منطقة وصل حيوية تدير منه إيران المشهد الدموي.
وتزامناً مع ذلك ذكر موقع «واشنطن فري بيكون» الأميركي أن إدارة الرئيس ترمب قد راقبت وتأكدت من الأدوار¡ التي تقوم بها السفينة¡ وأنها ستقوم باتخاذ إجراءات صارمة ضد جميع السفن التجارية الإيرانية بدءاً من الخامس من نوفمبر المقبل.
جميع الأمور تنذر بهزائم كبرى لإيران¡ وخزي لجميع مخططاتها في اليمن المختطفة¡ وفي منطقة القرن الأفريقي¡ بعد ما كانت تقترفه فيه من فوضى وقرصنة¡ وتحريك لعناصر منظمة القاعدة بين الصومال واليمن¡ ومروراً بجميع دول القرن الأفريقي.
وقد شكل الصلح الأخير¡ الذي وقع بحضرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان¡ بين دولتي أريتريا وأثيوبيا بعد جهود سعودية إماراتية ضربة قاصمة لإيران ونياتها الإرهابية الشريرة.
كما أنه قطع الطريق على الأموال القطرية الملوثة بالدماء¡ والتي عكرت مياه وسواحل باب المندب¡ وحاولت جهدها تأكيد ديمومة النزاع بين دول أفريقيا على قطرة الماء.
سفينة إرهاب واحدة كشفت الكثير من خدع الملالي¡ وكم نتمنى أن يستمر الحلف العربي في أعماله القوية الجلية¡ وأن تستمر العقوبات الأميركية على إيران وأذرعها¡ حتى تطغى حمم لهيب جوفها المحترق¡ ويعود الثرى للشعب الإيراني¡ الذي يقبع في آخر اهتمامات حكومته الإرهابية.
http://www.alriyadh.com/1708653]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]