يومًا عن يوم¡ تتعاظم الصورة الذهنية للمملكة في وجدان الأمم¡ بفضل مجهودات أبنائها في ترسيخ صورتها كدولة متقدمة¡ تُعلي من قيمة العلم والجهد.. أقول هذا الرأي على خلفية إطلاق اسم المملكة العربية السعودية¡ على قاعة كُبرى في الاتحاد الدولي للاتصالات¡ التابع لمنظمة الأمم المتحدة¡ والكائن في جنيف¡ الأمر الزاخر بالدلالات بدوره: فمن ناحية¡ إطلاق اسم المملكة على مقر تابع للكيان الأممي الأبرز إن دل فإنه يدُل على جهود دبلوماسية خارقة¡ دُشنت منذ انضمام المملكة عام 1949 للاتحاد نفسه¡ الذي أصبحت عضوًا في مجلس إدارته مبكرًا عام 1965¡ وصولاً لليوم¡ أما الدلالة الأهم¡ فتكمُن في ميدان التفوق السعودي دبلوماسيًا¡ الذي يُترجم شغف المملكة واهتمامها بكُل ما هو تقني ومُرتبط بصناعة المستقبل¡ والذي يظهر جليًا في الاتفاقيات ومذكرات التفاهم العديدة الموقعة أخيرًا ما بين المملكة ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من ناحية¡ والاتحاد الدولي للاتصالات من ناحية أخرى في أكثر من مجال.
الدبلوماسية¡ قوة ناعمة¡ والإعلام كذلك¡ وسيلة الشعوب الأيسر والأكثر مرونة في التعبير عن نفسها والتقارب مع الثقافات الأخرى¡ لذلك تتمتع المملكة¡ إضافة إلى قوتها الدبلوماسية¡ بقوة إعلامية لا يستهان بها¡ وحجم استثمارات إعلامية وخاصة في المجال التليفزيوني يصل إلى كل منزل عربي¡ وتحمل العبارة كثيرا من الدقة والقليل من النسبية¡ خاصة إذا نظرنا للإمبراطوريات التلفزيونية التي**تقدم وجبات دسمة إخبارية وترفيهية ورياضية وعلمية¡ أغلبها متاح باللغة العربية¡ وبعضها يمثل نافذة مترجمة لثقافات أخرى يمكننا الاطلاع عليها عبر الشاشة الصغيرة. الإعلام السعودي تدريجيًا أصبح باحة يمكن للأخوة العرب جميعًا الاشتراك في زيارتها¡ والانصهار في بوتقتها¡ خالقين محتوى عربيا أصيلا¡ يمكن الرجوع إليه مستقبليًا لتأريخ ما تمر به المنطقة من تغيرات اجتماعية.
من جهة أخرى¡ يقوم الإعلام ذاته بدور شديد الأهمية في التواصل والتعاطي مع الآخر¡ إذا ما جرت الرياح بما لا تشتهي السفن¡ ووجدنا أنفسنا في حرب إعلامية كلامية¡ تتناقل فيها الصحف العالمية تصريحات رسمية بين المسؤولين السعوديين وأقرانهم في الدول الأخرى¡ مثلما شهدنا أخيرًا في الأزمة الدبلوماسية بين المملكة وألمانيا¡ على الإعلام كذلك دور معرفي في شرح الأزمات من تلك النوعية لجموع السعوديين¡ بعد تبسيطها وشرح خلفياتها السابقة¡ واحتمالات تطورها المستقبلية¡ ومدى تأثيرها في الحياة اليومية للمواطنين¡ خاصة من الطلاب الذاهبين والعائدين من الدول الغربية بغرض الدراسة والاطلاع.
ترجمان للحالة التنويرية بالمملكة.. باختصار¡ هذا ما يجب أن يكون عليه دور الإعلام وبخاصة الموجّه خارجيًا¡ ليكون خير واجهة للقوة السعودية الناعمة¡ فما بين التغطيات الموسعة والمُترجمة للأنشطة الترفيهية والرياضية والفنية والتقنية العديدة التي تستضيفها المملكة أخيرًا¡ وإبراز الدور الحضاري¡ وحرص الإدارة السياسية عليه¡ يكمن دور الإعلام في الذود عن المملكة في أي حرب إعلامية تشنها دول أخرى كرد عملي وحاضر عن مواقفها¡ أما عن الدور المباشر¡ فيكمن في الحرص على تفنيد دعاوى الحروب الإعلامية المُضادة باللغة وأسلوب الحوار ذاته¡ وفي القنوات والمنصّات ذاتها¡ عن طريق تقديم أصحاب رأي وخبراء سعوديين في المنصات العالمية المُختلفة¡ ومخاطبة العالم بلغته.
http://www.alriyadh.com/1709503]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]