من قدر له الزيارة أو العلاج أو الفحص في المستشفيات الأميركية أو الأوروبية المرموقة يعلم - وقد لا يعلم - أنها مستشفيات جامعية¡ تتبع كلية أو جامعة للطب في المدن أو القرى الصغيرة.. وهي بالتأكيد مستشفيات ذات مكانة وإمكانية عالية.
ولاشك أن قدرات الجهاز الطبي¡ والخبرات الضخمة.. وجدت لأنها جامعية.. حيث إن أساتذة الطب في كلية الطب من كافة التخصصات يمارسون في الوقت ذاته¡ العمل في المستشفى الجامعي¡ لتكون مراكز يجتمع فيها العلم والعمل¡ الخبرة والممارسة.. وحتى الكوادر الطبية الفنية في تخصصات الأشعة والتمريض.
ومن المعروف أن المستشفيات الجامعية ليست مراكز طبية ذات خبرة فقط¡ بل كيانات يمكن أن توفر على القطاع الصحي الحكومي وفورات كبيرة في بناء وتشغيل وإدارة مستشفيات حكومية.
لا يزال قطاع المستشفيات الجامعية لدينا دون المستوى من حيث الانتشار¡ فرغم نجاح مستشفيات كبيرة في الرياض والخبر وجدة.. ورغم وجود ستة وعشرين كلية طب حكومية¡ إلا أن الأغلب لم يؤُسس له مستشفى جامعي مساند في العلاج والعمل والتخصص..!
عندما نتحدث عن ستة وعشرين مستشفى جامعياً تؤسس في ستة وعشرين منطقة ومدينة¡ فنحن نتحدث عن وفر قدرته أحد المصادر بحوالي 40 %.. لأنها سوف تغني عن تشييد مستشفيات تحت مظلة الصحة¡ وفي الوقت ذاته رفع مستوى جودة الخدمات الطبية نتيجة لاحتراف الكوادر الطبية وخبرتها من السعوديين أو المقيمين.. وللأسف الشديد هناك بعض المسؤولين يرى أن المستشفيات الجامعية مراكز للتجارب على المرضى.!! رغم أن مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض يخدم نسبة كبيرة جداً من أهالي الرياض¡ وعدداً كبيراً من المدن الأخرى بكفاءة عالية جداً.. تفوق قدرات تلك الحكومية في بعض تخصصاتها.. وكذلك مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر الذي بات مصدر العلاج الأول لأبناء المنطقة وينافس حتى المستشفيات الأهلية بجمال البناء وجودة العلاج..
الأسبوع الفائت أقر مجلس الشورى نظام الجامعات الجديد¡ ورغم أن التطلعات كانت في أن تتحول الجامعات إلى كيانات علمية وعملية مستقلة¡ بحيث يتم تفعيل أنظمة فاعلة لتنمية الموارد والاستفادة من الأوقاف.. إلا أن هذا الأمر لم يتم حسبما تشتهي سفن المتخصصين في التعليم العالي.. ولكن يمكن لمجلس شؤون الجامعات أن يكون حجر الزاوية للدفع بهذا الاتجاه¡ من خلال حالة عملية كجامعة الملك سعود بالرياض.. لتكون دراسة عملية لبقية الجامعات.. في التحول إلى كيانات مستقلة لا تعتمد على ميزانية الدولة.. وهذه أبرز توجهات رؤية 2030 وبرنامج الخصخصة.
هنا أتطلع لتأسيس صندوق وقفي للجامعات والأبحاث العلمية¡ بالتعاون مع الهيئة العامة للأوقاف.. وتحت مظلة مجلس شؤون الجامعاتº يكون وعاء للتبرع من قبل رجال الأعمال والكيانات الاقتصادية الكبرى¡ والتركات.. وكذلك الحسابات الراكدة التي لا يعرف أصحابها في البنوك المحلية..
المستشفيات الجامعية يمكن أن تؤدي أدواراً مهمة في تنمية دخل الجامعات¡ لذلك فإن الربط بين نظام الجامعات الجديد¡ والحاجة إلى التوسع في القطاع الصحي التعليمي يمكن أن يفضي إلى منظومة صحية عالية في الجودة¡ كما أنه ليس من المقبول أن تكون كليات للطب بدون مستشفيات جامعية.
أخيراً.. إن النظر إلى التعليم العالي أنه حلقة تكمل التعليم العام.. خطأ¡ وفهم سطحي لدور الجامعات في العالم¡ التي تعد المنصة الأهم للوقوف على التوجهات السياسية¡ والمكان الأمثل لبناء الخطط الاقتصادية¡ والمساحة الأرحب للحوار بين مكونات المجتمع¡ إنها باختصار بيئات خصبة لتشكيل المجتمع.. وهي كذلك لتأسيس كيانات صحية ترفد القطاع الحكومي الصحي.
http://www.alriyadh.com/1717062]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]