يقول إينشتاين: "إذا أردت حياة سعيدة فاربطها بهدفº ليس بأشخاص أو أشياء"¡ وقيل "يجب أن تكون لديك أهداف ذات مدى طويل حتى تحول دون شعورك بالإحباط بسبب إخفاقات ذات مدى قصير"¡ وقيل أيضاً: الحياة كالمرآة¡ تحصل على أفضل النتائج حين تبتسم لها.
الحياة دار عمل للآخرة¡ وهي مساحة لا حدود لها من الأخذ والعطاء.. والعيش فيها يكون أجمل عندما تتوفر عناصر الحياة السعيدة التي تحفظ كرامة الإنسان¡ وتحافظ عليهاº لذلك نشأت قوانين حقوق الإنسان¡ وقبل ذلك كفل الإسلام حق الإنسان في العيش والأمن¡ ولاشك أن الأمم التي تهتم بالإنسان وله¡ تعتبر متقدمة في مقاييس الحياة وجودتها.
تجاوزت المملكة تأسيس جمعيات وهيئات لحقوق الإنسان إلى مرحلة متقدمة¡ رفعت مستوى جودة حياته.. ويندر أن تجد دولاً حتى من العالم الأول تولي جانب الحياة لمواطنيها وغيرهم هذا الاهتمام.. أما في المملكة فقد أعلنت عن برنامج متفرد لجودة الحياة ضمن برامج الرؤية قبل عدة أشهر¡ وفي الأسبوع المنصرم وافق مجلس الوزراء على الترتيبات التنظيمية لمركز برنامج جودة الحياة.
ويركز البرنامج على عناصر رئيسة ترفع من مستوى الرضا لحياة الفردº وهي الرياضة¡ والترفيه¡ والثقافة.. وهي مكونات مهمةº انطلقت نشاطاتها بسرعة الصاروخ¡ بل إنها باتت من أكثر القطاعات نمواً خاصة قطاع الترفيه.
ولا شك أن الحياة المدنية هي الأكثر حاجة لصناعة الجودة الحياتية¡ وتركز مكوناتهاº ذلك أن المدن الصغيرة والقرى لا تعاني في الغالب من ضغوط يومية تقلل من مستوى الرضا¡ وهو أمر قد يكون ملاحظاً حتى في مواقع التواصل الاجتماعي.
إذاً فالمدن الكبيرة ذات أولوية في رفع مستوى الرضا لحياة الفرد والأسرة من خلال مكونات البرنامج الرئيسة¡ بالإضافة إلى مفهوم واسع يسمى قابلية العيش التي تحكمها عدة عناصرº منها: فرص العمل المناسبة¡ والسكن¡ والأمن¡ والبيئة¡ والبنية التحتية¡ والرعاية الصحية¡ ومستوى التعليم.
توجّهنا نحو المستقبل ضمن الرؤية يتضمن جملة من الأهداف المهمةº منها: تصنيف ثلاث مدن سعودية بين أفضل 100 مدينة في العالم¡ وارتفاع نسبة ممارسي الرياضة مرة على الأقل أسبوعياً من 13 % إلى 40 %¡ وزيادة متوسط العمر المتوقع من 74 إلى 80 عاماً¡ وارتفاع إنفاق الأسر على الثقافة والترفيه داخل المملكة من 2,9 إلى 6 %.
إن توفير سبل العيش الكريم¡ للمواطن وأسرته¡ ليس هدفاً اقتصادياً¡ وإن كان جزء منه كذلك.. بل يتجاوزه إلى العمل على تحقيق نسبة عالية من الرضا الداخلي للإنسان¡ ومواكبة الحراك الكبير الذي تعيشه بلادنا في جميع مفاصل التنمية التي تتحول من بيروقراطية حكومية ضعيفة الإنتاج إلى قطاع خاص غزير الإنتاج¡ والعمل والجهد اللذان يتطلبان شيئاً من الراحة والترويح للوصول إلى جودة الحياة. وكما قيل في هذا الجانب: "إن السعادة تكمن في متعة الإنجاز ونشوة المجهود المبدع".
نتطلع بالفعل أن يكون هذا البرنامج مساحة إبداع وتميز جديدة للسعوديين.




http://www.alriyadh.com/1720566]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]