من يدّعي الإصلاح وهو يقيم خارج وطنه إنما هو مرتزق لدى دولة أجنبية أو جهة مشبوهة يتلقى منها الدعم المادي والمالي والرعاية ليتحدث بلغتها¡ وينفذ أجندتها¡ ويأتمر بأمرها في كل الأوقات¡ يُستخدم حتى ينتهي الغرض من توظيفه¡ ثم يتم التخلص منه..
كثير أولئك الذين يدَّعون الإصلاح¡ ولكن أفعالهم تتناقض تماماً مع المعنى النبيل لكلمة الإصلاح. وكثير أولئك الذين يُطالبون بالإصلاح¡ ولكن تحركاتهم تتصادم تماماً مع الأهداف الحقيقية لكلمة إصلاح. وكثير أولئك الذين يرفعون الشعارات العاطفية التي في ظاهرها تُنادي بالإصلاح¡ ولكن أساليبهم وسلوكياتهم تتنافى مع الغاية المقصودة من كلمة إصلاح. وكثير أولئك الذين يتحدثون بلغة الإصلاح ويُنظّرون للإصلاح¡ ولكنهم أول من يعمل بالاتجاه المُضاد للإصلاح ويسعى لهدم ما هو قائم من إصلاح حقيقي. للأسف¡ هكذا هو مجمل الحال القائم في مُعظم الأوطان.
أن تكون مُصلِحاً¡ يعني أن تكون مُخلِصاً لوطنك في أفعالك وممارساتك وسلوكياتك¡ قبل أن تكون مُنظّراً للإصلاح أو مُتصدراً للحديث باسم الإصلاحين أو مُدعياً زوراً وبهتاناً تمثيل الغير. أن تكون مُصلحاً¡ يعني أن يكون حُبك لوطنك بكل ما تحمله الكلمة من معنى¡ سابقاً على حُبك لنفسك ومالك وكل ما تملك¡ لأن الوطن هو أساس كل شيء وأصل كل ما تملك. أن تكون مُصلحاً¡ يعني أن يكون ولاؤك لقادة دولتك وولاة الأمر فيه والسعي لتعزيز ذلك عند العامة هو الأصلُ الذي لا يمكن المُساومة عليه أو التنازل عنه أو النقاش حوله. أن تكون مُصلحاً¡ يعني أن تكون داعماً لقرارات وأنظمة وقوانين وتوجهات الدولة¡ ومؤيداً لسياساتها التنموية والتطويرية الهادفة والبناءة. أن تكون مُصلحاً¡ يعني أن تكون مُسانداً لرجال الأمن وأبناء القوات العسكرية في دولتك المُكلفين بحفظ الأمن والدفاع عن الوطن والذود عنه في وجه الأعداء والمُتربصين. أن تكون مُصلحاً¡ يعني أن تكون سداً منيعاً في وجه التطرف وأفكاره التخريبية¡ وفي وجه الإرهاب وغاياته الهدامة. أن تكون مُصلحاً¡ يعني أن تكون أول من يُحارب الفساد ويُبلِغ عن المُفسدين والفاسدين¡ وأول من يسعى لتعزيز النزاهة بكل معانيها السَّامية.
الإصلاح¡ كلمة سامية في غاياتها وهادفة في معانيها التي تسعى لتحقيقها على أرض الواقع لتصل إلى مجتمع تنموي ومتقدم ومتطور. هذه الغايات السامية والمعاني الهادفة وظَّفها المُغرِضون الذين يدَّعون الإصلاح¡ واستخدمها أعداء الأوطان لتأليب وإثارة الرأي العام سعياً منهم لبث الفوضى والخراب والدمار في الدول المُستقرة. فهؤلاء المُغرِضون وأعداء الوطن من مدّعي الإصلاح تجدهم أبعد الناس عن الإصلاح وأكثرهم فساداً وأسوأ من حارب النزاهة. فهم يدعون أنهم يسعون لإصلاح الأوطان¡ ولكنهم يُقيمون خارج تلك الأوطان ليس خوفاً من السلطات¡ ولكن لأن مطالبهم مشبوهة وأهدافهم خبيثة ومساعيهم ليست مُخلصة. وتجدهم ينادون بمحاربة الفساد ومحاسبة المسؤولين وتحقيق النزاهة¡ وهم في حقيقتهم أكثر الناس فساداً بارتباطاتهم المشبوهة مع أعداء أوطانهم¡ وأكثر الناس تجاوزاً للقوانين وبُعداً عن النزاهة بتلقيهم أموالاً غير مشروعة ودعماً مادياً من جهات دولية مُعادية وتنظيمات مشبوهة. وتجدهم يتحدثون بالتنمية والتطوير وينظرون للتقدم والرقي¡ ولكن كل أحاديثهم في حقيقتها أجندة خبيثة كتبها لهم من يُمولهم ويرعاهم من أعداء الأوطان¡ وكل نظرياتهم في مضمونها خُططاً تخريبية غاياتها هدامة وضعها لهم من جندهم ووظَّفهم لخدمة مشروعاته الفوضوية وأفكاره المُتطرفة وأعماله الإرهابية الساعية لتدمير الأوطان الآمنة والمُستقرة. هكذا هي حال كل من ادعى الإصلاح وهو يقيم خارج وطنه. فكيف له أن يقول إنه مصلح¡ وهو يتلقى الأموال من دولة أجنبية وجهات مشبوهة وتنظيمات متطرفة وإرهابية. فمن يتلقى الأموال المشبوهة¡ ستكون كل أجندته وأحاديثه ونظرياته وأقواله وأفعاله وحركاته وسكناته مشبوهة شبهة لا يمكن قبولها أو تبريرها.
وفي الختام من الأهمية القول إن تمييز مُدَّعي الإصلاح أصبح أكثر وضوحاً لأنه تنطبق عليهم جميع صِفات "المرتزقة" التي أثبتتها أحداث التاريخ. فمن يدعي الإصلاح وهو يقيم خارج وطنه إنما هو مرتزق لدى دولة أجنبية أو جهة مشبوهة يتلقى منها الدعم المادي والمالي والرعاية ليتحدث بلغتها¡ وينفذ أجندتها¡ ويأتمر بأمرها في كل الأوقات. هكذا هي حالهم التي يمكن ملاحظتها من خلال لغتهم المُستخدمة¡ والموضوعات التي يتحدثون عنها¡ والتوقيت الذي يتم اختيارهº فتجد اللغة المُستخدمة هي نَفْس لغة الداعم والمُموِل لهم¡ والموضوعات المُختارة هي نَفْس موضوعات الراعي لهم¡ والوقت المحدد للحديث عن الأجندة المرسومة هو نَفْس الوقت الذي يتحدث فيه من وظَّفهم. إذاً¡ مُدَّعي الإصلاح¡ "المُرتزقة"¡ المُقيمين خارج أوطانهم ليسوا إلا أدوات رخيصة الثمن تُستخدم حتى ينتهي الغرض من توظيفها¡ ثم يتم التخلص منها.




http://www.alriyadh.com/1727656]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]