لم يعد الحديث عن بعض التفاصيل الهامشية يستهوي الجماهير أو يستطيع مطلقها أن يصرف نظر جمهور فريقه عن الأولويات في عمله.
ولذلك انخفض سوق تصاريح الإثارة التي كان يقتات عليها بعض**رؤساء الأندية وأصبح الملعب هو الفيصل. أعطني فريقاً قوياً ينافس في الملعب ويؤدي ما هو مطلوب منه وبعدها لا يهمني ماذا تصرح به أو حتى إن لم تصرح فلن أعاتبك فالعمل الذي أمامي هو التصريح الأقوى والنتيجة الأهم.
ما زلت أراهن أن وعي الجمهور بات أكثر من ذي قبل وأصبح يفرز الغث من السمين ويطالب بما يعود على فريقه بالنفع بعيداً عن تصريح رنان يُسقِط به مسؤول فريقه على الخصم أو يذهب بالأضواء بعيداً عن مكامن خلله. على مسؤولي الأندية حالياً أن يكونوا أكثر حذراً في الاعتماد على مثل هذه الأساليب القديمة التي باتت مكشوفة وتثير التعاطف أكثر من أثارتها الإعجاب¡ وكان يقال سابقاً تحدث حتى أراك وأرى اليوم أن الأجدى أن يقال اعمل حتى أراك.
ابدؤوا بالتخطيط واتبعوه بالعمل وحققوا الأهداف واجعلوا عملكم يتحدث عنكم وسيصفق لكم حتى خصومكم وهم يرون الإنجاز واقعاً والخطط تتوالى والأهداف تتحقق.**
سيذكر التاريخ منجزاً حققتموه أو تاريخاً صنعتموه لكنه حتماً لن يقف كثيراً عند تصريح اطلقتموه. عودوا بالذاكرة قليلاً للوراء لتروا أن الرؤساء الذين عادوا للتو للساحة وهللت لهم الجماهير دخلوا يتكئون على منجزات ويستندون على بطولات وأن غيرهم من الظواهر الصوتية أصحاب التصاريح بلا عمل والحديث بلا منجز غادروا المشهد من الأبواب الخلفية دون أن يفقدهم أحد سوى جمهور اجلد الذي يملك ذاكرة قصيرة لا يقيم بها من اعجب به سوى فترة بسيطة ليرحل متى اختفى عن المشهد بينما غيرهم صنعوا اسماً وحفروا في ذاكرة كل متابع تاريخاً.
وذات المعيار ينطبق على اللاعبين الذين حصدوا المنجزات وحققوا البطولات وابتعدوا وهم في أذهان الجماهير باقين فحفظ ودهم حتى خصومهم واحترمهم الشارع الرياضي كاملاً وبقيت ذكراهم عطرة لدى الجميع.
في الجولة الماضية كان هناك مشهدان فيهما رسالة عميقة لكل لاعب أو مسؤول حينما رصدت الكاميرا ماجد عبدالله في مدرج فريقه ضد الفيحاء وكيف أن لاعباً اعتزل مند أكثر من عشرين عاماً يستطيع خطف الأضواء من مباراة فريقه ككل وتكون لقطته حديث البرامج والجماهير.
المشهد الثاني كيف أن جماهير العميد التي تعاني من أزمة تاريخية تقف لتصفق لحظة استبدال محمد الشلهوب في مباراة مصيرية مهزوم فيها الاتحاد لحظة التغيير وكأنها تحيي أحد لاعبيها بعد فوز تاريخي¡ التاريخ الذي انصف الاثنين ما زال لديه متسع من المكان للإنصاف فأين من يتبع خطاهما لتعيش ذكراه عطراً وإن توارى.
http://www.alriyadh.com/1740681]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]