هذه البرامج الجميلة لدعم فئات الدخل المحدود هدفها الرئيس التنمية المستدامة لتحقيق تكافؤ الفرص¡ ومساعدة المبتدئين من أصحاب المشروعات الناشئة ليواصلوا مشروعاتهم برعاية بنك التنمية الاجتماعي¡ وليكونوا قادرين على تحقيق الاكتفاء الذاتي لأنفسهم¡ والإسهام في مسيرة التنمية..
دائماً ما تعاني الفئات الأقل قدرة على تحقيق اكتفائها الذاتي من ذوي الدخل المحدود من صعوبات اجتماعية يأتي من أهمها توفير السيولة المالية¡ بسبب ظروف الحياة ومشكلاتها مثل ذوي الاحتياجات الخاصة¡ والأرامل والمطلقات¡ وأبناء السجناء الذين لم تتوفر لهم فرص عمل حقيقية. وتهدف خطط التنمية المستدامة في المملكة والتي تنسجم مع رؤية المملكة 2030 إلى القضاء على الفقر. ويعد برنامج جودة الحياة واحداً من أبرز برامج الرؤية ذات الارتباط المباشر بأهداف التنمية المستدامة¡ والذي يهدف إلى تحسين المستويات المعيشية للمواطنين كافة¡ وجعل المملكة أفضل وجهة للعيش للمواطنين والمقيمين على حد سواء.
ولهذا وجدنا سياسة المملكة والتي تتفق مع برامج الرؤية الطموحة تحرص على بناء نظام حماية اجتماعية يقي الفئات ذات الدخل المحدود والضعيفة من التأثيرات السلبية التي قد تحدثها الإصلاحات الاقتصادية المرتبطة بالرؤية¡ فتم استحداث برنامج حساب المواطن الذي يقدم دعماً مادياً للأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط لضمان حياة أفضل لهم من خلال تعويض المواطنين الذين قد تلحقهم أية مخاطر بسبب السياسات الاقتصادية التي تنفذها الدولة.
وكان من أهم الأذرع التنفيذية لمساعدة ذوي الدخل المحدود ومنذ سنوات طويلة تأسيس بنك التسليف والإدخار العام 1391 برأسمال لم يتجاوز خمسة ملايين ريال¡ ارتفع العام 1432هـ إلى 36 ملياراً مع تخصيص مبلغ إضافي قدره عشرة مليارات ريال العام 1435هـ ليرتفع رأسماله إلى 46 مليار ريال¡ ثم تم تحويل مسماه إلى بنك التنمية الاجتماعي وتوسيع أنشطته ليشمل برامج التمويل المهنية¡ ودعم الأسر الضمانية¡ والتدريب والتأهيل¡ ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة بمبالغ سنوية تحولت إلى شهرية¡ مع مضاعفتها عاماً بعد آخر¡ فاستحدث مجموعة من البرامج المبتكرة¡ منها القروض الإنتاجية لدعم المخترعين ومساعدتهم في تطبيق ابتكاراتهم وتحويلها إلى مشروعات تجارية ناجحة بمبالغ تصل إلى أربعة ملايين ريال¡ ودعم المشروعات التي تزيد تكلفتها الاستثمارية على 300 ألف ريال بمبالغ تصل إلى أربعة ملايين ريال¡ ودعم وتمويل المشروعات القائمة بمبالغ تصل إلى أربعة ملايين ريال¡ وتوطين الاتصالات والصيانة وملحقاتها بحد أقصى 200 ألف ريال. والأجرة والنقل المدرسي¡ بمبالغ تصل إلى 80 ألف ريال. ولم ينس البنك أن يضم الأسر المنتجة إلى برامجه الفريدة¡ فيقدم الدعم لمشروعاتهم بمبالغ تصل إلى 50 ألف ريال¡ هذا خلاف دعم أصحاب الحرف والمشروعات متناهية الصغر.
وهذه الجهود الجبارة إنما تمثل جزءًا من البرامج التي كانت تقدمها الدولة ومازالت لدعم المواطنين المحتاجين وتحقيق أهداف التنمية المستدامة عن طريق برنامج القروض الاجتماعية (الزواج¡ الأسرة¡ الترميم) حيث يمكنهم من الحصول على قروض ميسرة تصل إلى 60.000 ريال من دون رسوم أو فوائد وبأقساط شهرية ميسرة.
ولم يتوقف دعم البنك على الجانب المالي فقط وإنما تجاوز ذلك إلى تقديم الاستشارات والدعم غير المالي¡ فأنشأ المركز الوطني لرعاية المنشآت الصغيرة والناشئة¡ وتطبيق برنامج «الادخار»¡ والتدريب والتأهيل¡ والإرشاد¡ وعيادات الأعمال¡ والتكامل مع الكيانات الكبرى¡ ونشر ثقافة العمل الحر¡ كما أنشأ البنك مركز «دلني» لتوجيه وإرشاد أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
ومازال البنك بين وقت وآخر يواصل إطلاق برامجه الهادفة إلى دعم ذوي الدخل المحدود فأطلق منتج «آهل» بسقف تمويل يصل حتى 60 ألف ريال¡ وبرنامج «زود» الإدخاري الذي يمكن المشاركين فيه من تحصيل مبالغ شهرية مقابل المبالغ التي يدخرونها¡ وآخر هذه البرامج منتج «كنف» للنساء «الأرامل والمطلقات» لتسهيل حصولهم على قروض ميسرة تصل إلى 30 ألف ريال. وبأقساط شهرية تصل إلى نحو 60 شهراً¡ وتوقيع اتفاقية تعاون مع وزارة الإسكان لتأهيل وتمويل أصحاب المشروعات الصغيرة للعمل بمجال الوساطة العقارية بدعم يصل إلى 300 ألف ريال¡ ويتولى التدريب والتأهيل لهم.
هذه البرامج الجميلة لدعم فئات الدخل المحدود إنما هدفها الرئيس هو التنمية المستدامة لتحقيق تكافؤ الفرص بين الجميع¡ ومساعدة المبتدئين من أصحاب المشروعات الناشئة ليواصلوا مشروعاتهم الصغيرة بدعم ورعاية بنك التنمية الاجتماعي¡ وليكونوا مواطنين قادرين على تحقيق الاكتفاء الذاتي لأنفسهم¡ والإسهام في مسيرة التنمية التي تبنتها رؤية المملكة 2030.
ومن هنا يمكن القول: إن الكرة الآن في مرمى الشباب الطموح الذي يبحث عن بناء ذاته¡ وزيادة فرصه المستقبلية في أن يكون له مشروع مستقل ينضم إلى غيره من المشروعات الأخرى في مسيرة النماء والطموح التي تقودها قيادة هذا البلد المعطاء.
http://www.alriyadh.com/1751611]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]