أخوكم من عشاق السينما¡ أحرص على مشاهدة الفيلم دون أن أعرف البطل¡ أكتشف أداء الممثل أثناء الفيلم وليس تأثراً بمعرفة اسمه قبل العرض. وقد يبهرني أداء ممثل غير مشهور فأرشحه لجائزة الأوسكار وقد ينجح الترشيح.
هذا ما أفعله أيضاً في الأمور الأخرى¡ تعجبني القصيدة وليس الشاعر¡ والأغنية وليس المطرب¡ والمقولة وليس القائل. لم أكن أعرف مثلاً الممثل جاك نيكلسون ولكنه بهرني بأدائه في فيلم (طار فوق عش الوقواق) وحصل لي نفس الشيء مع بطل فيلم العراب مارلون براندو¡ ومع الممثل توم هانكس في بعض أفلامه¡ ومع الممثلة ميريل ستريب في كثير من أفلامها¡ وهي التي رشحت لجائزة الأوسكار 21 مرة وفازت بها ثلاث مرات. لا أفهم ما الهدف من أفلام الرعب¡ ولا أستمتع بأفلام الحروب وأفضل عليها أفلام الكرتون. من المفارقات في مقر السينما منع التدخين -وهذا شيء جميل- لكن البطل في بعض الأفلام تلتصق السيجارة في فمه طوال الوقت. في الأفلام العربية القديمة –أبيض وأسود– كل الممثلين يدخنون.
ذهبت مع الأسرة إلى إحدى صالات السينما في الرياض فوجدتها في منتهى الأناقة والتنظيم¡ وحولها انتظام وهدوء وخدمات.
أستطيع القول إن السينما في المملكة هي أحد الأمثلة القوية على الأعمال التي تسبق الأقوال¡ كان العمل يتم بهدوء ودون أضواء إعلامية¡ فجأة كانت الصالات جاهزة بكل تفاصيلها وموظفيها وإجراءاتها الإدارية¡ وأفلامها الحديثة¡ كل المخاوف من وجود السينما لم يكن لها وجود.
السينما فن وثقافة ومتعة¡ وهي إحدى القوى الناعمة المؤثرة في مد الجسور بين المجتمعات. وكانت فقرة مهمة في برنامج بعض المسافرين من أبناء المملكة إلى الدول الأخرى. كان البعض يسافر لهذا الغرض فقط. اليوم أصبحت السينما فرصة للاجتماع العائلي في مكان واحد وأمام شاشة واحدة بعد أن تسبب الجوال في الانعزال والتباعد داخل البيت الواحد. وهي فرصة أيضا للتفاعل مع آخرين لا تعرفهم. هي فاعلية اجتماعية وثقافية وترفيهية وفرصة للخروج من سجن الروتين¡ وفترة استراحة وتأمل¡ ونافذة على العالم¡ وأحياناً هروب من نشرات الأخبار المزعجة أو الاحتجاج عليها من خلال مشاهدة الأفلام الكوميدية أو مشاهدة أفلام تحتج على الحروب والعنصرية وتتضمن رسائل لتعزيز ثقافة الحب والتعايش والسلام بين الشعوب.
ستظل السينما رغم ما حدث من تطورات وتحولات في عالم التقنية والاتصالات¡ لها نكهتها¡ وجاذبيتها وجمهورها¡ وستظل قوة ناعمة من المهم أن نستثمرها كصناعة وإنتاج وليس للعرض فقط.
http://www.alriyadh.com/1759673]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]