المملكة التي تأسست على مبادئ وقيم الدين الإسلامي العظيم وحافظت عليها¡ تستحق أن تكون حاضنةً وراعيةً للحرمين الشريفين ولمقدسات المسلمين¡ وإن حكامها الذين اختصهم الله من بين عِبَادِه لخدمة الحرمين الشريفين ورعاية ضيوف الرحمن يستحقون أن يكونوا رمزاً للأمة الإسلامية وممثلين لها بين الأمم
رايتها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله. تحت هذه الراية الإسلامية الخالصة¡ أسس الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – دولة التوحيد المملكة العربية السعودية. وتحت هذه الراية العظيمة التي تحمل في ثناياها أول أركان الإسلام¡ أقام الملك المُؤسس مبادئ الدين الإسلامي العظيم بعدالته ونزاهته واستقامته في جميع أنحاء دولته الإسلامية الفتية. وتحت هذه الراية الإسلامية الزاهية وضع الملك المؤسس الأنظمة والقوانين واللوائح التي تُسير أعمال الدولة الإدارية وحياة الناس اليومية¡ بما يضمن تطبيق شرع الله على أكمل وجه¡ ويحقق رفاهية المواطن¡ ويكفل حقوق جميع من يقيم على أراضيها. وتحت هذه الراية الإسلامية الخالدة عَمِلَ الملك المُؤسس على خدمة الدين الإسلامي العظيم وخدمة شعائره ومقدساته على أكمل وجه. وتحت هذه الراية الإسلامية الشريفة خدم الملك المؤسس بيت الله الحرام ومسجد نبيه الأمين ورسوله الكريم¡ وعَمِلَ على توسعتهما وتهيئتهما لضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزائرين. وتحت هذه الراية الإسلامية العظيمة عمل أبناء الملك المُؤسس الأبرار وأحفاده الكِرام¡ وساروا على نهجه السديد الذي انتهجه في إدارة الدولة وخدمة الإسلام ومقدسات المسلمين.
نستذكر دائماً وبكل فخر واعتزاز هذه السِير العَطِرة للملك المُؤسس ولِمن جاء بعده من أبنائه الملوك الأبرارº لأنها سِير لقادة رفع الله بهم راية الإسلام بين الأمم¡ ولشخصيات إسلامية اختارهم الله تعالى لخدمة الحرمين الشريفين ومقدسات المسلمين وضيوف الرحمن¡ ولملوك أعزَّ الله بهم شعب المملكة وأعلى شأنهم بين الأمم.
وإذا كانت أولى خطوات الملك المُؤسس قبل 120 عاماً قد بدأت بإعلاء راية التوحيد التي تأسست عليها هذه الدولة الإسلامية الكريمة¡ فإنه بعد هذه العقود العديدة جاء من أبنائه الأبرار وأحفاده الكِرام من يعيد التأكيد في كل مناسبة رسمية ووطنية على ما هو مُؤكد في نهج وسياسة ومسيرة هذه الدولة الإسلامية. فهذا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله بتأييده – يُؤَكد خلال افتتاحه لأعمال السنة الثانية من الدورة السابعة لمجلس الشورى¡ كما جاء في واس في 13 ديسمبر 2017م¡ سياسة الدولة بقوله: «تسعى بلادكم إلى تطوير حاضرها وبناء مستقبلها والمضي قدماً على طريق التنمية والتحديث والتطوير المستمر بما لا يتعارض مع ثوابتها¡ متمسكين بالوسطية سبيلاً والاعتدال نهجاً كما أمرنا الله بذلك معتزين بقيمنا وثوابتنا. ورسالتنا للجميع أنه لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً¡ ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه¡ ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال واستغلال يسر الدين لتحقيق أهدافه¡ وسنحاسب كل من يتجاوز ذلك. فنحن - إن شاء الله - حماة الدين¡ وقد شرفنا الله بخدمة الإسلام والمسلمين»¡ وعلى خطى هذا المنهج السياسي لخادم الحرمين الشريفين¡ جاء تأكيد ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – خلال كلمته بمناسبة الذكرى الثامنة والثمانين للمملكة¡ كما جاء في واس في 23 سبتمبر 2018م¡ بقوله: «إن وطننا الغالي الذي انطلق منه الإسلام وأضيئت منه أنوار النبوة¡ سيظل متمسكاً بثوابت الدين الحنيف دين الوسطية والاعتدال¡ ومحارباً بلا هوادة التطرف والإرهاب وفقاً لما أكده سيدي خادم الحرمين الشريفين¡ ولن يُسمح لأحد أياً كان بأن يعتدي على سيادة وطننا أو يعبث بأمنه».
وإضافة إلى هذا المنهج الإسلامي القويم الذي تؤكد عليه قيادة المملكة¡ فإنها حريصة أشد الحرص على خدمة شعائر الإسلام¡ خاصة شعيرتي الحج والعمرة¡ ورعاية مقدسات المسلمين¡ وتوفير أقصى سبل الراحة والأمن والاطمئنان لضيوف الرحمن. هذا الحرص الشديد على خدمة شعيرة الحج وضيوف الرحمن أشار إليه بيان مجلس الوزراء¡ الذي أشارت إليه واس في 9 يوليو 2019م¡ الذي جاء فيه أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله بتأييده- «وجه مختلف القطاعات الحكومية والأهلية بالحرص على تيسير أداء جميع الحجاج مناسكهم وتوفير الأمن والاستقرار والهدوء لهم والارتقاء بالخدمات المقدمة في المنافذ البرية والبحرية والجوية وفي مختلف المرافق على طرق رحلتهم إلى الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة¡ كما هو المعتاد كل عام منذ تأسيس المملكة وقيامها بهذا الشرف العظيم لخدمة جميع حجاج بيت الله الحرام».
وفي الختامº من الأهمية القول إن المملكة التي تأسست على مبادئ وقيم الدين الإسلامي العظيم وحافظت عليها¡ تستحق أن تكون حاضنةً وراعيةً للحرمين الشريفين ولمقدسات المسلمين¡ وإن حكامها الذين اختصهم الله من بين عِبَادِه لخدمة الحرمين الشريفين ورعاية ضيوف الرحمن يستحقون أن يكونوا رمزاً للأمة الإسلامية وممثلين لها بين الأمم. إنها الحقيقة القائمة التي يراها ويلمسها ويشهد بها المسلمون في جميع أرجاء العالم شهادة حق أمام أعداء الدين الإسلامي وأعداء دولة الإسلام الأولى التي تقوم عليه وتخدمه على أكمل وجه.
http://www.alriyadh.com/1766365]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]