إن التاريخ الذي دَوَّن في سِجلاته حِكمة القرار السياسي للملك المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وللرئيس الأميركي روزفلت عندما أسَّسَا لعلاقات استراتيجية العام 1945م¡ سيُدوِّن أيضاً في سجلاته حِكمة القرار السياسي لِخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله بتأييده -..
بدأت علاقاتهما الدولية لتكون علاقات استراتيجية بين دولتين رئيستين في المجتمع الدولي¡ فأصبحت مع مرور الوقت أنموذجاً للعلاقات الدولية الثابتة والمستقرة والبناءة. بدأت علاقاتهما الدولية بالتعاون في مجالات استكشاف مصادر الطاقة وتطوير سبل إنتاجهº فتطورت هذه العلاقات المميزة حتى شملت التعاون في جميع المجالات التقنية والتكنولوجية والعسكرية الدقيقة والحساسة. بدأت علاقاتهما الدولية بالتأسيس لشراكة استراتيجية شاملة تساهم في حفظ الأمن والسلم والاستقرار الإقليمي والدوليº فأثبتت الأحداث التاريخية الجِسام مِصداقية الشراكة الاستراتيجية¡ ودللت التطورات السياسية والأمنية والعسكرية القائمة على المستوى الإقليمي بأهمية تقوية هذه العلاقات الاستراتيجية. تطورت علاقاتهما الدولية لتشمل التعاون البناء في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية والتحديثية والتطويريةº فتعمَّقت هذه العلاقات الاستراتيجية حتى شملت التعاون المُثمِر في المجالات الأمنية والاستخباراتية ومكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب ومواجهة الأنظمة السياسية المُتطرفة. هكذا¡ وباختصار شديد جداً¡ يمكن وصف العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تجمع المملكة العربية السعودية بالولايات المتحدة الأميركية.
هذه العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين التي ساهمت مساهمة فاعلة جداً خلال العقود الماضية في حفظ الأمن والسلم والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي¡ ما زالت تساهم بفعالية كبيرة جداً في وقتنا الحاضر في حفظ وتعزيز الأمن والسلم والاستقرار الإقليمي والدولي. فإن كانت أحداث الماضي تثبت بأن العلاقات الاستراتيجية بين المملكة وأميركا ساهمت كثيراً في استقرار وصمود الكثير من الأنظمة السياسية العربية والإسلامية من خطر تمدُد الأفكار الأيديولوجية الشيوعيةº فإن الأحداث السياسية في وقتنا الحاضر تُثبت بأن هذه العلاقات الاستراتيجية تعمل بفعالية كبيرة لمواجهة الأيديولوجية الفوضوية التي يُصدرها النظام الإيراني المُتطرف. وإن كانت أحداث الماضي تثبت بأن العلاقات الاستراتيجية السعودية - الأميركية ساهمت مساهمة كاملة في تحرير دولة الكويت من عدوان نظام البعث في العراق¡ فإن الأحداث السياسية في وقتنا الحاضر تثبت بأن هذه العلاقات الاستراتيجية تساهم بفعالية كبيرة في مواجهة الجماعات الطائفية المتطرفة والتنظيمات المذهبية الإرهابية والميليشيات المسلحة التابعة جميعها للنظام الإيراني المُتطرف. وإن كانت أحداث الماضي تثبت بأن العلاقات الاستراتيجية السعودية - الأميركية نجحت في حفظ أمن وسلامة واستقرار منطقة الخليج العربي وساهمت مساهمة فاعلة في حماية حرية الملاحة البحرية في مياه الخليج العربي¡ وعملت على ضمان استمرار إنتاج وتصدير مصادر الطاقة للأسواق العالميةº فإن الأحداث السياسية السلبية التي تشهدها منطقة الخليج العربي في وقتنا الحاضر بسبب السياسات الإيرانية المتطرفة باستهدافها أمن وسلامة الملاحة البحرية¡ وزرع الألغام في المياه الدولية¡ وضربها السفن التجارية الدولية¡ واختطافها لناقلات مصادر الطاقة للأسواق العالمية¡ وتهديداتها المستمرة بإغلاق مضيق هرمز¡ تثبت أهمية تطوير وتعميق العلاقات الاستراتيجية السعودية - الأميركية في المستقبل لمواجهة التحديات الإقليمية المُتصاعدة على أسس صحيحة.
من هذه المنطلقات التاريخية التي أثبتت أحداثها مدى فعالية وإيجابية وأهمية العلاقات الاستراتيجية السعودية - الأميركية التي ساهمت مساهمة فاعلة في حفظ أمن وسلامة منطقة الخليج العربي ودول الإقليم¡ وكذلك ساهمت مساهمة كبيرة جداً في استقرار أسواق الطاقة العالمية وارتفاع نسبة النمو في الاقتصاد العالميº جاء قرار القيادة الحكيمة في المملكة بأهمية تعزيز التعاون في المجالات العسكرية مع الولايات المتحدة الأميركية. هذا القرار الحكيم الذي بثته "واس" في 19 يوليو 2019م وتضمن في ثناياه موافقة قائد الأمة العربية والإسلامية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله بتأييده -¡ نص على ما يلي: "صرح مصدر مسؤول بوزارة الدفاع بأنه انطلاقاً من التعاون المشترك بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية¡ ورغبتهما في تعزيز كل ما من شأنه المحافظة على أمن المنطقة واستقرارها¡ فقد صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية - حفظه الله - على استقبال المملكة لقوات أميركية لرفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها وضمان السلم فيها بإذن الله تعالى".
وفي الختام من الأهمية القول: إن التاريخ الذي دَوَّن في سِجلاته حِكمة القرار السياسي للملك المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وللرئيس الأميركي روزفلت عندما أسَّسَا لعلاقات استراتيجية العام 1945م¡ سيُدوِّن أيضاً في سجلاته حِكمة القرار السياسي لِخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله بتأييده - وللرئيس الأميركي ترمب عِندما قرَّرا¡ في العام 2019م¡ رفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها وضمان السلم فيها. إنه قرار سياسي حكيم ورشيد ستكون إيجابياته على المنطقة والإقليم أكثر بكثير مما يتوقعه الرأي العام على المستويين الإقليمي والدولي.
http://www.alriyadh.com/1767736]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]