بادئ ذي بدء فإن التاريخ يشهد أن جميع صفقات التسلّح التاريخية التي عقدتها السعودية لم تكن يوماً إلا من باب كونها دولة راعية للسلام العالمي وليست دولة داعية للحرب.
فالغاضبون والخائفون من تسلّح دولة كالمملكة وتقوم بتغذية هيكليتها العسكرية لأغراض دفاعية أمنية حيث لم يسجل تاريخ السعودية أيّ حالة اعتداء على أيّ دولة في العالم سوى الدفاع عن نفسها بكل ما أوتيت من قوة¡ فهي تردع بقوة كل من اعتدى¡ وتمدّ يدها لكل باحثٍ عن السلام.
وما أن أعلنت المملكة عن موافقة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- على "استضافة قوات أميركية لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة" حتى بدأ أولئك المغرضون في إطلاق تلك الأقاويل والأراجيف التي ندرك جيداً أبعادها وخلفيتها رغم أن أيّ باحث وقارئ للمشهد يعي جيداً أن السعودية هي التي تقود حرباً ضد كل أشكال الإرهاب¡ وقامت السعودية بتجفيف منابع إرهابية¡ وأحبطت كل العمليات الإرهابية قبل وقوعها¡ وسعت وتسعى لاستقرار وأمن وسلام المنطقة والعالم.
وفي سياق متصل¡ كشفت القيادة المركزية في الجيش الأميركي¡ ما ستوفره القوات المتوقع إرسالها إلى المملكة العربية السعودية والتي وفقاً لمسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية سيبلغ عددها 500 عنصر. وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيانها: "بالتنسيق مع وبدعوة من المملكة العربية السعودية¡ أذن وزير الدفاع بنقل الأفراد والموارد الأميركية من أجل الانتشار في المملكة العربية السعودية. يوفر هذا التحرك للقوات رادعاً إضافياً¡ ويضمن قدرتنا على الدفاع عن قواتنا ومصالحنا في المنطقة من التهديدات الناشئة والموثوقة هذه التحرك يخلق عمقاً عملياتياً وشبكات لوجستية".
فضلاً عن ذلك فإن موافقة استقبال المملكة للقوات الأميركية هو في الأصل جزء وامتداد عملي لمتانة العلاقات السعودية الأميركية كأقوى صديق وحليف لواشنطن في المنطقة وأن دعم ما من شأنه يعزز الأمن القومي الأميركي ومصالح السياسة الخارجية من خلال دعم أمن بلد صديق¡ بالتالي هو دعم الأمن طويل الأمد للمملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج في مواجهة إيران والتهديدات الإقليمية الأخرى.
إن زمننا هو زمن القوة¡ "إذا كنا أقوياء فستعبّر قوتنا عن نفسها¡ وإذا كنا ضعفاء فلن تسعفنا الكلمات" هكذا قال جون كيندي في الستينيات من القرن الماضي وهذا ما تفعله السعودية بكل ما أوتيت من قوة!
http://www.alriyadh.com/1767703]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]