لم يكن رئيس أي نادٍ في الدوري الممتاز يحلم بأن خزينة ناديه ستتلقى دعماً مالياً مباشراً قدره 50 مليون ريال¡ مع إمكانية أن يصل الرقم إلى 103 ملايين في موسم واحد فقط¡ لكن سمو ولي العهد حول أحلام رؤوساء الأندية إلى واقع¡ وفقاً لاستراتيجية دعم الأندية التي أعلن عنها رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي¡ وأصبحت الكرة اليوم في ملعب مسؤولي الأندية¡ فالدعم عادل ومباشر وواضح¡ ومن أراد أن يحظى بالنصيب الأكبر عليه العمل باحترافية¡ وتطبيق المعايير المطلوبة¡ التي ستنعكس في النهاية على جودة العمل في أنديتنا¡ والرياضة السعودية هي المستفيد الأكبر من ذلك.
عانت أنديتنا في الأعوام الماضية من العمل العشوائي¡ وهو الأمر الذي أوقعها في مشاكل عدة¡ أبرزها العجز المالي الذي أدخل كثيراً منها نفق الديون¡ وكان عدد منها قريب من دفع الثمن باهظاً بعقوبات دولية¡ لولا تدخل سمو ولي العهد في الوقت المناسب وإغلاقه تلك الملفات بتكفله بسداد ديون الأندية في القضايا الخارجية¡ ولأن قيادتنا لا تريد العودة إلى الصفر وضعت استراتيجية الدعم المعلنة¡ وذلك من أجل تطبيق الحوكمة والرقابة¡ فالعبث الذي ألقى بظلاله على الأندية لا يمكن أن يتكرر¡ لأن الدعم الكبير سيصاحبه محاسبة مستمرة لإدارات الأندية¡ ومن يعجز عن مواكبة المرحلة لا نستبعد قرار سحب الثقة منه وإبعاده عن الرياضة.
مسؤولو الأندية ينتظرهم عمل مضاعف في المرحلة المقبلة¡ فالمبلغ الكبير المرصود 2.5 مليار ريال يستحق أن يعملوا بسببه ليل نهار من أجل نجاح أنديتهم¡ وقبل ذلك رد الجميل للوطن¡ فالهدف المنشود هو تحسين بيئة أنديتنا ونقلها من العشوائية إلى العمل المحترف والمنظم¡ لأنها بوضعها الحالي منفرة ولا يمكن للمستثمرين أن يدخلوا سوقها¡ ويستثمروا فيها¡ لكن إن طبقت المعايير المعلنة فستتحول إلى جاذبة للمستثمرين.
المشجع أو الإعلامي الذي يربط مبلغ الدعم بالتعاقد مع لاعب¡ أو يقيسه على رواتب لاعبي فريقه¡ فإن نظرته قاصرة¡ وعليه أن يغيرها من أجل مستقبل أفضل¡ لأن الأندية الرياضية ليست «كرة قدم» فقط¡ صحيح أن لها النصيب الأكبر¡ لكن هنالك ملفات لا تقل عنها أهمية¡ تحتاج هذا الدعم الكبير¡ وتوزيعه عليها بما يضمن تحسين جودة العمل في الأندية.
الأيام برهنت للجميع بأن نظرة هيئة الرياضة كانت صائبة فيما يخص انتخابات الأندية¡ وحرصها على أن يكون في كل نادٍ إدارة منتخبة لأربعة أعوام¡ حتى يتسنى لها العمل على استراتيجية الدعم بما يضمن للنادي الحصول على أكبر رقم¡ فالإدارات المكلفة لا يمكن أن تعمل للمستقبل¡ كما هو حال نظيرتها المنتخبة¡ خصوصاً وأن بعض المعايير تحتاج لأكثر من عام حتى تُطبق¡ وهنا أربط كلامي بما حدث داخل «البيت النصراوي»¡ وإصرار هيئة الرياضة على انتخاب إدارة جديدة¡ فيما كان معظم النصراويين يطالبون بالتكليف¡ حينها لم تسلم الهيئة من حملات بعض النصراويين¡ لكن الأيام برهنت لهم بأن الهيئة كانت تبحث عن مصلحة ناديهم¡ وفيما حدث درس للجميع بأن هيئة الرياضة تقف على مسافة واحدة مع الجميع¡ وتهمها مصلحة الجميع.




http://www.alriyadh.com/1767761]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]