يكاد بعض الناس أن يُعرض عن علم الفلك. خياله لا يطيق نظريات ومقولات وأرقام هذا العلم.**عندما نتحدث عن مئة سنة قادمة سيجد العقل الطبيعي صعوبات كثيرة لتخيل ما يمكن إنجازه أو حدوثه في هذه المدة القصيرة.
علم الفلك لا ينظر إلى المئة أو الألف سنة كشيء من الزمن.. فالأرقام عند الفلكي بمئات الملايين وأحيانا بالمليارات¡ وهذا ما حدا ببعض الناس رفض قصة الهبوط على القمر.
ما كان يمكن أن يرفض أحد نزول الإنسان على سطح القمر لو أن العملية حدثت اليوم. الحياة والمقتنيات في عام 1969 م تختلف جذريا عنها في زمننا هذا. كل ما كان يملكه الإنسان من تكنولوجيا لا يتعدى السيارة والطائرة والتلفزيون والتلفون وعدداً قليلاً من التقنيات الأخرى.**لم يتوفر بين**أيدي البشر آنذاك ما يجعل المرء يقبل بمثل هذه الخوارق التكنولوجية.
لم يتوفر أي شيء يجعل الإنسان آنذاك يصدق أن هناك مركبة يمكن أن تخترق هذا الفضاء السحيق. كانت معلومات الفضاء مغلقة ومنحصرة بين العلماء المتخصصين.
تخيل أن تعيش في الستينات وتقول لوالدك أن يوماً سيأتي سأكون في مدينة جدة وسأتمكن من الاتصال بك في الربع الخالي بل وسوف نشاهد بعضنا البعض من خلال جهاز لا يتعدى حجمه كف اليد.. سيفقد الثقة في عقلك¡ لن يحملك مسؤولية بعد ذلك اليوم.**
الإنسان يفكر ويتخيل بقدر معلوماته وخبراته.. لا أحد يعلم ما الذي يجري في طرف المجرة¡ وبالتالي لا أحد يستطيع أن يتخيل ما يجري فيها. فكل ما تملكه من قدرة على تخيل المستقبل هو أن تطور ما تملكه من أدوات. عندما يفكر الرجل العادي بما يمكن أن يحدث بعد خمسين سنة سيفكر في الجوال وفي التلفزيون وفي الطائرة في الأشعات الطبية¡ وهكذا. سيرى في خياله ما يمكن أن يحدث لهذه الأجهزة من تطور. سيرى أن الطب قضى على السرطان وأن الطائرة سوف تسافر من الرياض إلى لندن في نصف ساعة وسيرى الجوال في صورة مذهلة الله أعلم ما هي.
أقول قولي هذا بعد أن أثارني خبر اقتراب مجرة اندروميدا من الأرض.. آخر اقتراب لها من كوكبنا كان قبل مئة وخمسين مليون سنة. من يفوته رؤيتها في الشهر القادم سوف يضطر أن ينتظر مئة وخمسين مليون سنة عندما تعود مرة أخرى¡ مع ملاحظة أن العلماء يؤكدون أنه لن يوجد كائنات حية عندما تعود المرة القادمة. صدق أو لا**تصدق¡ المهم**لا تكن كمن كذّب قصة الهبوط على القمر¡ وانتظر حتى شهر أغسطس القادم.




http://www.alriyadh.com/1768395]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]