هل هناك رابط بين جهاز المناعة وبين العزيمة والإرادة¿ قد لا يظهر ذلك¡ لكن ثمة عاملاً مشتركاً يجمعهما: كلاهما يَقوى بالرياضة!
إنها من اكتشافات العلم الحديث كما ذكر العالم جون ريتي في كتابه الرائع Spark¡ فالرياضة القلبية المستمرة تُقوي المناعة¡ والرياضة القلبية هي التي تزيد ضربات القلب كالهرولة والمشي السريع والسباحة والكرة وما شابهها. المناعة تتأثر بالعوامل¡ فالضغط والسن يثبطانها¡ والرياضة تقويها مباشرة بطريقتين هامتين: (1) الحركة - حتى الحركة المتوسطة غير الشاقة - تستدعي الأجسام المضادة والخلايا اللمفية¡ الأولى تهاجم العدوى البكتيرية والفيروسية¡ والأخيرة إذا كثرت تجعل الجسم أكثر تأهباً لمقاومة السرطان¡ والدراسات على عامة الناس أثبتت هذا¡ فأكثر عامل مشترك وجده العلماء في المصابين بالسرطان هو قلة الحركة¡ بينما وجدت الدراسات أن الذين يكثرون الحركة تنخفض احتمالات إصابتهم ببعض أنواع السرطان بنسبة تبلغ 50 %. (2) من وظائف جهاز المناعة تشغيل الخلايا التي تُصلح الأنسجة المتضررة¡ ولولا ذلك فهذه الأنسجة يمكن أن تتقرّح وتَفسَد وتسبب التهاباً مزمناً مسبباً أمراض القلب والزهايمر¡ والرياضة تعيد جهاز المناعة إلى توازنه ليوقف الالتهابات ويكافح الأمراض.
أما العزيمة فإن الرياضة تعززها أيضاً¡ فأنت لتكون قوياً صحيحاً إذا كبرت فيجب أن تعزم على ذلك¡ وبدون هذا فإن الرغبة في الاستمرار في النشاط والحيوية تضعف ويقع الشخص في الفخين القاتلين: الوحدة وقلة الحركة. من مشاكل كبر السن قلة التحديات¡ لكن الرياضة تحل هذا المشكلة وتعطيك أهدافاً تتحداك وتجعلك تتحسن باستمرار. الرياضة تضاد الضعف الطبيعي في إفراز دوبامين¡ وهو أهم ناقل عصبي في أنظمة الحركة والتحفيز¡ فأنت عندما تتحرك تعزز عزيمتك وذلك بتقوية الاتصالات بين الخلايا العصبية¡ وفي نفس الوقت تحمي نفسك من مرض باركنسون¡ وهذا يُبرز صحة فكرة أنك إذا لم تعمل على الحياة فإن جسمك يعمل على أن يموت.
أبحث لنفسك عن رياضة واستمر عليها طالما كانت تتحداك وتنطوي على أهداف وخطط ومواعيد وتتطلب تحسيناً وتحفيزاً مستمراً.
http://www.alriyadh.com/1768431]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]