ماذا تمنيت إلا أن أكون أنا
فهل أنا الآن إلا في ضلالاتي..!
هل أخبرتكم يومًا أنني ربّيت أيامي على الرضا.. ليس تماما لكنني أقرأتها سورة الوقت:(كل ليلٍ موعود بالصباح ولو على سبيل الاحتمال).. هكذا تمامًا لا أرى في دفاتر عمري السالفة غير الركض وراء ما لا أدري.. وكلما قلت إنني بلغته رضيت به..!
لا أعرف من أين يجيء هذا الرضا الذي أحدثكم عنه¡ كما أنني لا أدّعيه حينما يدّعيني دائما¡ أعلم مثلكم أن هذه الحياة محفوفة بالتعب¡ رحلة لا تنتهي من الخيبات والنجاحات معا¡ مسيّجة بالقلق من نهاية مؤجلة إلى ما لا نعلم¡ لكننا نحيا بأنفاس تتصاعد حلماً.. وعمرًا يحاول أن يغادر عثراته حتى ولو نحو عثرات أخرى¡ هذا الترقّب المستمر للآتي حالة لا تنتهي من فوضى الروح¡ حينما تركن إلى الحسرة على ما مضى.. على الرغم من أن ذلك الـ(ما مضى) لم يكن بذات القيمة الماضويّة التي تدعونا للتحسّر عليه حينما كان حاضرًا حينها..!
في حياتنا اليومية المتكررة.. علينا أن نوقن أن الخروج إلى الشارع دخولٌ في المدينة.. تماماً كما أن الخروج من الحاضر دخول في الذكريات.. هذه المتقابلات في حياتنا اليومية ظلّت دائما هي تاريخنا المتوالد.. وبالتالي لا مناص من الرضا به¡ والإيمان برحلة العبور هذه أيّام نحياها دون حسرة على الماضي¡ ودون توجّس من غد لا نعرف هل يؤجل نهايتنا¡ أم يعجّلها..!
لدى "منظّري" السعادة رؤية ثابتة حول تحققها إذْ لا تكون إلا بمنأى عن القلق.. وتحت ظلال سكينة¡ لكن القلق فعل وجودي ارتبط بالوعي والتبصّر والفهم لحقيقة هذه الرحلة الإنسانية العابرة.. وقد قال جدنا المتنبي قبل أكثر من ألف سنة:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمِ
لهذا لا مناص من محاولة السعادة بالرضا¡ لأنه الخلاص الوحيد من القلق.. الرضا بما مضى¡ وبما سيأتي.. تمامًا كما يراود شاعر قصيدته الأجمل حلمًا ثم يموت فجأة قبل أن يدرك أنه كتبها..!.
http://www.alriyadh.com/1769530]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]