في هذه الأيام يعيش المسلمون في أنحاء العالم عشراً مباركة¡ ويفد حجاج بيت الله الحرام إلى المشاعر المقدسة¡ فيا لها من أيام تجعل هذا القلب المعنَّى بآلام الحياة يرجع أدراجه إلى روضة الإيمان¡ لينبض من جديد تسبيحاً وتقديساً¡ وتمجيداً وتكبيراً¡ وكلما اقتربت من ربك عرفت حقيقة نفسك¡ فتشعر بالافتقار والاضطرار إلى الله تعالى مع كل نَفَس¡ وفي كل حركة وسكون¡ لأنك حينئذ تستحضر أنه - سبحانه - الخالق وأنت المخلوق¡ وأنه الرازق وأنت المرزوق¡ وأنه الحي الذي لا يموت والناس يموتون.
تعال معي نسبِّح الله ونقدِّسه¡ ونحمده ونكبِّره.. تعالى معي إلى الرب - سبحانه وتعالى - وبعضنا يشكو اضطراباً في قلبه المسكين¡ فمرَّة يجده ذات الشمال ومرَّة ذات اليمين¡ فهو يخاف منه ويخاف عليه¡ وبعضنا يشكو حاجة وعيلة وفقراً¡ وبعضنا يتألم من تذبذب علاقته مع الطرف الآخر من زوجة أو زوج¡ إلى آخر هذه الآلام المتنوعة التي أبرحت الإنسان وأضنته¡ تعال معي نسبِّح الله ونقدِّسهº حتى نبدِّد هذه الهموم¡ ونرفع عن قلوبنا هذه الآلام لنكتشف أن الدنيا بكل ما فيها شيء زهيد أمام جلال الله وعظمته فلا تستحق منا كل هذا الاهتمام.
تعال معي نسبِّح الله ونقدِّسه¡ لأن الله تعالى له الدنيا والآخرة¡ وله السماوات والأرض¡ وإليه يرجع الأمر كله¡ وما من حركة ولا سكون في الكون إلا بعلمه وأمره.
تعال معي نسبِّح الله ونقدِّسهº لأنه سبحانه هو الحي القيوم¡ فكل شيء قائم به¡ فهو غنى كل فقير رجع إليه¡ وعز كل ذليل ركن إليه¡ وقوة كل ضعيف توكل عليه¡ وعز كل ملهوف التجأ إليه¡ من تكلم سمع نطقه¡ ومن سكت علم سرَّه¡ ومن عاش فعليه رزقه¡ ومن مات فإليه منقلبه.
تعال معي نسبِّح الله ونقدِّسهº لأنه - سبحانه - يملك حوائج السائلين¡ ويعلم ضمائر الصامتين¡ ولا يزداد على كثرة السؤال إلا جوداً وكرماً¡ وعلى كثرة الحوائج إلا تفضلاً وإحساناً.
تعال معي نسبِّح الله ونقدِّسه¡ وجلال الله تعالى وعظمته تملأ القلوب¡ فلقد أشرقت بنوره الأرض والسموات¡ وأنارت بوجهه الظلمات¡ وحجب سبحانه عن رؤيته في الدنيا العيون¡ فناجاه من بسيط الأرض النبيون والصديقون والصالحون¡ فسمع - جل وتعالى - النجوى¡ وعلم السر وأخفى.
تعال معي نسبِّح الله ونقدِّسه¡ لأنه هو العفو الغفور الرحيم¡ يحلم عن الجاهلين¡ ويتأنى على الخاطئين¡ لا يضيع مطيعاً¡ ولا يخذل ولياً¡ كم استدرك بالتوبة ذنوبنا¡ وكشف بالرحمة همومنا¡ وأحسن إلينا بعد إساءتنا.
تعال معي¡ واستفتح باسمه الطيب الطاهر المبارك الأحب إليه¡ الذي إذا دعي به أجاب¡ وإذا سئل به أعطى¡ وإذا استرحم به رحم¡ وإذا استفرج به فرَّج¡ وقل: يا الله! يا رب! يا حي يا قيوم! حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
اللهم إني أسألك بأن لك الحمد¡ لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك¡ المنان¡ بديع السموات والأرض¡ ذو الجلال والإكرام.. ثم سَلْ ما بدا لك من خيري الدنيا والآخرة.
والله أكرم من رجوت نواله
والله أعظم من ينيل نوالا
ملك تواضعت الملوك لعزه
وجلاله سبحانه وتعالى




http://www.alriyadh.com/1769549]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]