عرضت في المقالة السابقة نموذج التغيير الذي يبنى على نموذج الصدمة. في هذا النموذج¡ يراعى في التغيير مراحل الصدمة التي يمر بها الفرد عند استقباله خبر التغيير وكيف يتأقلم معه عبر مراحل. المراحل التي يقررها نموذج الصدمة خمس وهي التكذيب ثم الغضب ثم المفاوضة ثم الاكتئاب ثم القبول. ومن وجهة نظر مؤسسية¡ فإن على من يتولى إدارة التغيير مراعاة هذه المراحل ومساعدة من يقع عليه التغيير بالانتقال عبر المراحل الخمس في وقت وجيز تحاشياً لأي مقاومة للتغيير نتيجة وقوعه في إحدى الحالات التي وصفها النموذج.
ففي المرحلة الأولى على إدارة التغيير مراعاة أن العلم بالتغيير لا يعني الوثوق به¡ فقد يكذب خبر التغيير حتى يصل تأكيد بحدوثه. وقد يعبر عن هذا التكذيب بعدة وسائل¡ منها رفض التواصل¡ عدم الاستجابة لمتطلبات التغيير¡ أو التباطؤ في تنفيذ قرار التغيير مثلاً. في هذه المرحلة على من يتولى تنفيذ القرار أن يوفر المعلومات الدقيقة والموثوقة لإزالة أي شك في أن التغيير حاصل وأنه حقيقي.
بعد إزالة الشك حول حدوث التغيير ينتقل المتأثر به إلى مرحلة الغضب أو الحزن أو عدم الفهم. وفي هذه المرحلة¡ على إدارة التغيير أن تتفهم هذه المشاعر المختلطة خاصة إذا كان التغيير يواجه بمشاعر سلبية. فمع تصديق الخبر وتجاوز الحزن أو الغضب¡ تنتقل المشاعر بحثاً عن أمل بإيجاد حل مناسب إما بتأجيل التغيير¡ وإما تقليل أثره¡ وإما استثنائه منه. في هذه المرحلة لا بد من إعطاء معلومات تستوعب خيارات المستقبل¡ بإعطاء خيارات بديلة أو عرض المستقبل بما يلائم طموحات المتأثر بالتغيير.
باعتبار أن المفاوضة ترتكز على محاولة الانتقال إلى قبول التغيير بأسرع وقت¡ فإن من يقاوم التغيير لديه رغبة في الإبقاء على الأمور كما هي¡ حتى إذا فشل بعد بحث خيارات يطرحها هو¡ فإنه غالباً سيدخل حسب النموذج إلى مرحلة الاكتئاب أو الحزن الشديد. عند ذلك يتطلب من إدارة التغيير أن تعطي نظرة مستقبلية تبعث الأمل حيث إن المرحلة المتوقعة بعد التعافي من الاكتئاب هو السلو أو قبول التغيير.
ورغم شهرة نموذج الصدمة إلا أنه محل انتقاد. فمنتقدو النموذج لا يجدون ما يثبت صحة المراحل أو ما يثبت الانتقال بينها سواء بالترتيب نفسه أو بأجزاء منه. كما إن النموذج يتجاهل المؤثرات البيئية التي من المتوقع أن تساهم في تغيير نتائجه. ورغم وجود شكوك في صلاحية النموذج لجميع الحالات فإن اعتماده يفترض أنه عمل فردي وليس اجتماعياً. كما أن النموذج يرى أن العلاقة بين التغيير ومن يستقبله منفصلة¡ حيث لا يشرك الآخرين في صناعته.




http://www.alriyadh.com/1769663]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]