كثيرون يعيشون محاصرين بالهموم والقلق والتوتر وسط دوامة الحياة العصرية وصراع العيش والطموح وخشية الخيبات. وهو وضع طبيعي¡ ولكن بحدود في ظل حقيقة أن الحياة مكابدة وكفاح في كل المجتمعات والعصور. وبلا جدال أن مركز الرضا والقناعة هو الإيمان واليقين بالله وصدق التوجه وتحرير الذات من الشحناء وتذكر استحقاقات يَوْم يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ.
ومن تجارب الحياة وجدت كثيرين ممن ترتفع عندهم مستويات الرضا متصالحين مع الناس ويتقبلون التحديات برضا ولكن من دون استسلام. ولعل من أهم ما يبعث حياة الرضا هو التركيز على الإيجابيات في كل شيء من حولنا¡ نعم الشمس حارة ولكنها تهب الضوء والحياة¡ وفي الحقيقة أن الصحراء قاحلة¡ ولكن رمالها الذهبية أظهرت الكنوز. ومن أهم ما يجلب الرضا أيضاً تجنب مصاحبة مصانع القلق¡ ومنتجي التوتر من بني البشر ممن يقضي بعضهم معظم حياته وهو لا يرى حسناً. ومن أجمل ما رأيته طارداً للقلق والتوتر ونمطية الحياة اعتماد عادات وهوايات تبعث السرور في النفس.
أما أكبر طارد للقلق وجالب الرضا فهو تجنّب سوء الفهم والظن ما أمكن. جرّب أن تنظر من زاوية الآخر مستحضراً ظروفه وأحواله. وليس شرطاً أن تقتنع على الأقل حاول أن تتفهم وتجرّد في حكمك من ترسبات وقوالب ما ورثناه من دون أن نختبره عقلاً ومنطقاً.
ومن المهم هنا أيضاً إعادة تقييم مستويات علاقاتك مع الآخرين. ستجد حولك ملهمين رائعين¡ وداعمين فرحين بما تنجز¡ وهناك آخرون قد لا يمتلكون هذه المزايا. وفي ذات الوقت تأمل دورك أنت في حياة من حولك¡ وهل قيمة العطاء تفيض أم تنقص أم تنتقي¿ لأن الرضا لا يمكن تحقيقه لمن بخل بعطائه على من حوله. والعطاء هنا لا يقتصر على العطاء المادي بل يمتد إلى الدعم والمساندة¡ وإقالة العثرات¡ ومد اليد حين السقوط لتنهض بمن تعثّر وتنسيه سقطته.
ولا تنس في رحلة الرضا أن العائلة والأصدقاء هم من مفاتيح البهجة. وحتى تعيش الرضا ممتداً من المهم أن يكون لك "حياة" وقصة جميلة تعيشها وتروى عنك. وحتى تعيش حياة الرضا تجنّب لوم الآخرين¡ وأنهم سبب إخفاقاتك فقد قرأنا في اعترافات معظم الناجحين العظام بأن قصص الفشل هي التي منحتهم دروس النجاح.
مسارات
*قال ومضى:
ما أقسى وجع الضمير حين تأبى أن تنام الأسئلة.




http://www.alriyadh.com/1769860]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]