يتوجب علينا أن ننتبه إلى مشكلة خفية قد تكون خطيرة¡**اختلاف القوانين بين البلدان العربية وخاصة الخليجية قد يؤدي إلى مشكلات كبيرة.
جمع التبرعات عمل إنساني عظيم ولكنه انقلب في زمن الإرهاب إلى كارثة¡ فنظام التبرعات في المملكة يختلف عن نظام التبرعات في الكويت أو في الإمارات وهذا الاختلاف طبيعي فلكل دولة أسلوبها وواقعها ومشرعوها¡ لكن المشكلة في مسألة التبرعات إن ارتبط الأمر بالإسلام.
الإسلام دين الجميع¡ يحث على التبرع والصدقة¡ معظم من نشط في جمع التبرعات هم المشايخ¡ بعضهم رجال كرام ونياتهم حسنة ولكن الباب كان مفتوحاً لكل من تمشيخ¡**عدد كبير من أشباه المشايخ جمعوا ملايين الريالات لأنشطة خارج أهداف التبرعات المعلنة¡ بعض الأموال سُرق وبعضها الآخر صُرف في تمويل الأعمال الإرهابية.
حتى وقت قريب تطور نوع من التمازج والتداخل بين دعاة الخليج حتى أصبحت الحدود السياسية والقانونية بين تلك البلدان شبه ممحاة¡ (هذا ما استفادت منه حكومة قطر)¡ صار الدعاة يتحركون بين الدول الخليجية وكأنهم يتحركون داخل بلدانه¡ صار الناس أيضاً يتعاملون مع الداعية بوصفه من أهل بيت بصرف النظر عن جنسيته¡ يفوتهم أن الداعية الكويتي كويتي والداعية السعودي سعودي والداعية الإماراتي إمارتي¡ كل داعية تحكمه قوانين بلاده لا قوانين عامة تضبط أداءهم جميعاً.
**قوة حضور كل داعية في البلاد الخليجية دون تمييز مكنته من تأسيس شعبية خارج حدود بلاده في إطار تنامي دعوة الخلافة والأمة والمصير إلى آخر المصطلحات السياسية المتخفية في ملابس دينية.. صار من السهل على الداعية أياً كانت جنسيته أن يحرض على من يشاء في بلاد الآخرين وأن يجمع التبرعات وأن يروج للأفكار التي يراها بعيداً عن طائلة القانون¡ اختلاف القوانين بين دول الخليج نعمة أحسن هؤلاء الدعاة استغلالها.
ستلاحظ بمتابعة وسائل التواصل الاجتماعية المتعددة أن جمع التبرعات ما زال قائماً يمارسه بعض الدعاة غير السعوديين بطريقة مفتوحة تستهدف المال السعودي¡ يتحرك هؤلاء خارج القوانين السعودية وبعيداً عن قبضة الأمن السعودي.
موسم الحج فرصة كبيرة لرفع حرارة العاطفية الدينية¡ التواصل الاجتماعي الجديد نفي الحاجة لحضور الداعية إلى مسجد في الرياض أو جدة¡ يكفيه آلاف المتابعين في مواقعه المختلفة لتوصيل الرسالة والترويج لها¡ يكفيه أن يضع صورة مسجد في النيجر وبئر في قرية إندونيسية وعدد من الآيات الكريمات المؤصلة لفعل الخير بين البشر.
إذا لم يتيقظ المسلم ويحتفظ بتبرعاته للفقراء الذين يراهم أمامه قد يقع في مشكلة كبيرة¡ السذاجة لا تنجي صاحبها.
http://www.alriyadh.com/1770993]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]