قد لا يُصدق الكثير أو قد يعتقدون أنه من قبيل الطرفة أو سرد قصص وحكايا الأساطير لو سمع أن هناك بلاداً يُطلق عليها بلاد الرعب على غِرار ألعاب بيوت الأشباح والرعب في مدن الألعاب التي يستنكر بعضنا كيف لأُناس يدفعون من أموالهم مقابل أن يحصلوا على ما يفزعهم أو يُثير مشاعر الهلع في نفوسهم مع مفارقة مضحكة جداً أن الثمن الذي قد تدفعه إن كنت عزيزي القارئ من هواة تلك الألعاب المرعبة هو ثمن بخس لن يكلفك -بحفظ الله تعالى- حياتك في مقابل ما يدفعه السائح الذي شدّ الرحال لبلاد الرعب من مبالغ أو مال طائل قد يعرض فيه حياته أو حياة أسرته للخطر.
ستة تحذيرات من السفارة السعودية بأنقرة خلال 70 يوماً فقط كفيلة بتصنيف دولة كتركيا من أخطر الدول التي تستهدف السائح السعوديº بحسب "الرياض"**عادت سفارة المملكة بتركيا لتحذر مواطنيها ورعاياها للمرة السادسة خلال مدة زمنية لا تتجاوز الـ 70 يوماً فقط¡ حيث حذرت هذه المرة من ارتياد منطقتي "شيشلي" و"تقسيم" بعد غروب الشمس¡ لخطورة تلك المناطق على السياح وإمكانية تعرضهم للاعتداء والسرقة أو حتى القتل.
وقالت السفارة في بيانها الذي بثته عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "إن سائحين سعوديين تعرضا لهجوم مسلح في أحد المقاهي الواقعة في منطقة شيشلي بمدينة إسطنبول مما تسبب في إصابة أحدهم بعيار ناري بالإضافة إلى سرقة أمتعتهم الشخصية وممتلكاتهم الخاصة"!
ومن باب الموضوعية لا ننفي وقوع بعض الجرائم أو شكل من أشكال الاعتداءات التي قد يتعرّض لها أي سائح أو زائر لأي دولة في العالم حتى في تلك الدول الأكثر شدة في إجراءاتها الأمنية قد تقع بعض السرقات أو قد يقع هجوم أو اعتداء شخصي ولكن حينما تكون تلك الاعتداءات أو الجرائم موجهة لجنسية معينة بذاتها أو لمواطني بلد معين ولا يتم تعامل الأجهزة الأمنية في حكومة تلك الدولة مع تلك الوقائع الإجرامية كما يجب أن يكون أو حين يتم التعامي عنها أو تغض وسائل إعلام تلك الدولة الطرف عنها وتتجاهلها فالمسألة هنا فيها إعادة نظر لكل ذي عقل! فلماذا لا نسمع أو نرى حوادث اعتداءات أو وقائع إجرامية ضد قطريين أو كويتيين أو خلافه من السائحين الذين يؤمون تركيا كما نراها ضد السعوديين¿! هذا يعني أن تلك الاعتداءات الإجرامية الموجهة يغذيها كره وعنصرية مقيتة ضد السعوديين بصورة عامة ولا أستبعد فرضية تصفية حسابات سياسية من خلال ما يُسميه أهل الشوام بـ "فش الخلق" جراء مسلسل الإحباطات الذي أصاب اسطنبول وفشل مساعيها ومحاولاتها السياسية البائسة.
لا أنكر أنني ومن خلال تجارب سفري الشخصية قد تعرضت للسرقة في باريس ولندن وأكثر من مكان ولا أنفي ولأنه يهمني جداً طبيعة شعب الدولة التي أقصدها سياحياً أنه عندي صورة ذهنية سلبية جداً عن طبائع الشعب التركي وشعوره تجاه العرب منذ صغري حينما كان عمري ستة أعوام تقريباً في أول مرة زرت فيها تركيا مع والديّ ولم أفكر بتكرار الزيارة لهذا البلد إلا بعد سنوات طوال ولضرورة قبل أن تطالنا قصص وحوادث تلك الاعتداءات الإجرامية ضد السعوديين ومن قبل حتى أن تطلق سفارتنا تحذيراتها¡ ولا أخفي كيف كنت أعد بضعة الأيام تلك سراعاً¡ في المقابل لا أستغرب من فعل أولئك (المسوقين) من يسمون أنفسهم بمشاهير السوشل ميديا ممن يروّجون للسياحة في تركيا فهم في النهاية بما يُدفع لهم¡ ولكن أستغرب من أولئك الناس ورغم كل تلك الوقائع الإجرامية التي يشاهدونها بأعينهم ورغم كل تحذيرات السفارة السعودية بأنقرة أن هناك من يدفع من جيبه ويصر على شد الرحال لبلاد الرعب وما يعرّض فيه نفسه وأسرته وأهله للتهلكة!.
http://www.alriyadh.com/1772515]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]