نحن أمام نجاح¡ ليس بالتأكيد استثناء في تاريخ مواسم الحج عبر التاريخ¡ تعزز هذا العام بحزمة متكاملة من 8 مشروعات وبرامج ومبادرات جاءت تحت اسم «منصة الحج الذكي»¡ وجميعها عكست ما يمكن اعتباره ثورة متقدمة للغاية في تطويع التقنية من أجل خدمة الحجيج..
عندما نتحدث عن نجاح موسم الحج فإننا لا نتحدث عن حدث بات معتاداً نجاحه بشكل قياسي¡ ولكن العبرة تكمن في روعة الأداء من كل المؤسسات الرسمية والأهلية وبالتالي ما يسمى بـ"فن إدارة الحشود"¡ وما يتعلق بها من تسخير إمكانات وتوفير خدمات¡ في بقعة محددة¡ لأيام معدودة.. ولأعداد غير مسبوقة¡ وربما تاريخية قاربت المليونين ونصف المليون حاج من الخارج والداخل.
الأداء السعودي - بمعنى الكلمة - والذي يتجذر تخطيطاً فكرياً وتطبيقاً عملياً على الأرض¡ لا شك أن وراءه جهوداً خارقة بتجذرها التاريخي¡ فإنها أيضاً تتعملق خدمياً حتى تصل إلى مثل هذه الدرجة التي تبهر العالم¡ لتكون أبلغ رد على كل الحملات والافتراءات التي تحاول تشويه منجز أدائنا كسعوديين للنيل منه في تصفية حسابات سياسية¡ يديرها أقزام إقليميون¡ تتبعهم أذرع إعلامية تصطاد في الماء العكر.. لكن شهادات كل ضيوف الرحمن ومن شتى بقاع الأرض كانت الرد المنطقي على خزعبلات وافتراءات البعض الذين يقذفون المملكة بقذاراتهم.
ما تقدمه المملكة قيادة وشعباً¡ يومياً¡ وعلى مدار الساعة¡ يلجم كل المتخرصينº لأن الدولة التي شرفها الله بخدمة مقدساته ورعاية أماكنه المقدسة¡ تنطلق في خططها وأدائها ومنجزاتها من حجم هذا التشريف وبما يليق به¡ تقرباً لله أولاً¡ ثم خدمة لعبّاده وضيوفه وحجاجه ومعتمريه ثانياً¡ وليس بحثاً عن تسجيل موقف¡ أو جرياً وراء دعاية وأضواء زائفة ومزيفة.
روعة هذا الأداء السعودي¡ أنه وطني خالص لوجه الله وراحة زواره وضيوفه.. وليس مستأجراً أو أجيراً كما ينوح البعض عبر أبواقهم ومنابرهم الإعلامية التي يتاجرون من خلالها بكل الشعارات الجوفاء¡ لذا كان ما يترسخ على الأرض في المملكة والبقاع المقدسة خصوصاً نموذجاً متكاملاً لفلسفة التطوير عالي الدقة¡ ومحققاً معاني الأمن والأمان والاستقرار والتفرغ الكامل للعبادة في أسمى مراحلها ومعانيها.
عندما نجتهد في ذلك¡ فإننا نحاول أن نكون قيادة وشعباً على مستوى التشريف قبل التكليف¡ وعندما نتفانى في تقديم الخدمة اللائقة بقدسية هذه البقاع.. فإننا بالتالي نؤكد واحداً من أهم قيم الدولة السعودية منذ نشأتها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وأيضاً ما سار به أبناؤه الميامين من بعده حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز¡ وسمو ولي عهده الأمين - يحفظهما الله -¡ وكذلك الجهد الحثيث والجاد للمواطن السعودي أياً كان موقعه مسؤولاً في منصب ما.. أو مواطناً عادياً في الشارع¡ وهذا كله يعكس استراتيجية الأداء المتكامل بكل منظومته من أعلى هرم القيادة وحتى أبسط شخص في أي مدينة أو قرية أو هجرة.
نحن إذاً أمام نجاح¡ ليس بالتأكيد استثناء في تاريخ مواسم الحج عبر التاريخ¡ تعزز هذا العام بالذات بحزمة متكاملة من 8 مشروعات وبرامج ومبادرات جاءت تحت اسم "منصة الحج الذكي"¡ وجميعها عكست ما يمكن اعتباره ثورة متقدمة للغاية في تطويع التقنية من أجل خدمة الحجيج.. لم تتفوق فيه المملكة فقط في تقديم نموذج رفيع يتطور باستمرار كل موسم¡ وإنما هناك جانب مثير - لا يقل أهمية - ويتلخص في عدم استخدام الدولة المستضيفة لهذه التظاهرة الإسلامية الحاشدة¡ من أجل تمرير أية أغراض سياسية أو دعائية¡ أو لتمرير رسائل تخدم أجندات فكرية وأيديولوجية أو مصالح حزبية¡ فكل جهود القيادة والدولة والمواطن¡ تنصبُّ فقط على تقديم أفضل خدمة للملايين من ضيوف الرحمن.
من هذا المبدأ الثابت¡ اتخذت المملكة لنفسها مبدأ لا يهتز ولا يخضع.. رسّخته العام تلو الآخر بأن جرّدت هذه الشعيرة السامية من أي حسابات سياسية أو مصالح دعائية¡ ولم تمنع أحداً أبداً من أداء الفريضة¡ حتى من بعض العواصم التي تناقض نفسها ولا تلتزم بتنظيمات الحج المقرة والمتفق عليها مع دول العالم الإسلامي¡ والتي تقوم على احترام نظم الدولة السعودية بصفتها المسؤولة والراعية الأولى للمقدسات الإسلامية وبما يضمن تحصين الحج من أي عبث سياسي أو ديني.
هكذا هو موسم الحج¡ وهكذا هو مناسبة عظيمة نترقبها نحن السعوديين كل عام لنتنافس مع أنفسنا لننجح أكثر¡ ونقدم الأفضل لتكون شهادتنا بأنفسنا نحن لأنفسنا قبل أن يشهد لنا الآخرون.




http://www.alriyadh.com/1774428]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]