كشفت دراسة أعدتها وكالة تومسون الإعلانية في العام 2015¡ أن الشركات تحقق مبيعات بواقع 6.5 دولارات مقابل كل دولار تدفعه للإعلان عبر أحد المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي¡ وعليه فإن المبالغ الخيالية التي يجنيها مشاهير التواصل والتي يحسدهم البعض عليها¡ تحقق أرباحاً فلكية للجهات المعلنة أيضاً.
مشاهير التواصل¡ بغض النظر عن جودة المحتوى الذي يقدمونه¡ يملكون قوة هائلة في التأثير على شريحة كبيرة من الناس¡ وبعيداً عن مجال المال والأعمال¡ فإن تلك القوة من الممكن أن تستغل في نطاقات أخرى¡ خصوصاً في مجال القوة الناعمة¡ وتغيير الصورة النمطية السلبية على المستوى الدولي.
وبشكل أكثر وضوحاً¡ أتساءل: لماذا لم نستغل حتى الآن مشاهير التواصل الاجتماعي (دولياً وليس محلياً) في الترويج للسعودية الجديدة¿ أو لتغيير المفاهيم السلبية والصور النمطية السابقة في ذهنية العالم حول المملكة¿ أستغرب مثلاً أن بعض القطاعات الحكومية في موسم الحج كانت تتسابق لدعوة المشاهير السعوديين لكي ينقلوا لمتابعيهم ما تقوم به المملكة من جهود كبيرة في خدمة الحجيج¡ الداخل السعودي يعلم حجم الجهود المبذولة بالفعل¡ وليسوا بحاجة للمؤثرين كي ينقلوا لهم تلك الصورة¡ لذا كان من الأولى والأهم أن يتم استضافة مشاهير التواصل في باكستان والهند وإندونيسيا وماليزيا ومصر والمغرب العربي وغيرها لكي ينقلوا للعالم الإسلامي حجم الجهود والتضحيات المبذولة لخدمة الحرمين وضيوفهما.
الأمر ذاته ينطبق على نقل الصورة الحقيقية للمملكة دولياً¡ إذ للأسف ما زال الكثيرون حول العالم يؤمنون بأن المملكة بلد رجعي خطير يعيش حالة حرب دائمة¡ ويسكنه المتطرفون الذين يستعبدون النساء ولا يسمحون لهن بالتعليم والعمل¡ هذه الصورة رغم قسوتها هي التصور السائد الذي يكون في مخيلة العالم عبر عشرات السنين ويحتاج للكثير من العمل لتغييره.
نحن مقبلون على مرحلة نراهن فيها كثيراً على القادمين من الخارج¡ سواء كانوا سياحاً أو مستثمرين أجانب¡ ولكي نحقق أقصى النتائج¡ فإننا بحاجة إلى العمل بشكل أكبر على تغيير صورتنا المغلوطة¡ وسواء كنا نحب المؤثرين أو نكرههم¡ إلا أنهم عنصر فعال جداً في هذه المعادلة¡ لذلك من المهم أن نستثمر الفترة القادمة في مشاهير التواصل الاجتماعي حول العالم¡ يجب أن نعمل على استراتيجية لتمرير رسائل مدروسة تنقل واقعنا الحقيقي من خلالهم¡ فقد يحقق مقطع من دقيقة أو دقيقتين يبثه أحد هؤلاء المؤثرين للملايين من متابعيه¡ ما تعجز عنه عشرات الندوات وحملات العلاقات العامة وزيارات التبادل الثقافي التي جربناها بالفعل¡ ولم يكن لها أثر كبير في الماضي.
http://www.alriyadh.com/1774550]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]