عبارة جميلة يوردها دانيال بِناك في كتابه الممتع «متعة القراءة» والتي يخاطب فيها من أسماهم أمناء المكتبات¡ ويبدي سعادته الغامرة أن تجد كُلّ كُتُب العالم أماكنها في ذاكرتهم المنظّمة بدقّة¡ ويشدّد على أهمية هذا الدور لهم بقوله: (فلولاكم كيف كنت سأهتدي¡ أنا صاحب الذاكرة السيئة كأرض غير مفلوحة¿).
ما تقدّم يؤكّد على أهمية المكتبات كفضاء معرفي يضمّ بين جنباته نتاج وغراس العقول الفذّة التي كابدت لأجل أن تمنح القارئ في أي صقع ومكان من العالم المعرفة والثقافة. إنه الرهان الحقيقي على الكلمة¡ فالكلمة -كانت وما زالت- الخيار الأجمل والأقدر لدى فئام المثقفين والمفكرين وحتى الأناس العاديين¡ وذلك لغور تأثير القراءة وظلالها الشفيفة التي تنعكس ذوقاً ورهافةً على القارئ الشغوف بالمعرفة والعلم مع عدم إغفالنا لأهمية الصورة وقدرتها على الاستحواذ على انتباه المتلقّين وكذلك قدرتها على الرواج في المتن الإعلامي.
اليوم نشهد حدثاً ثقافياً مهماً يحتفي بالمكتبات¡ إذ ينظم مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة اليوم¡ مؤتمراً عالمياً بعنوان « الابتكار واتجاهات التجديد في المكتبات»¡ وذلك بمركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات بالمدينة المنورة.
ويشارك في المؤتمر الذي تستمر أعماله ثلاثة أيام¡ أكثر من 75 متحدثاً وخبيراً من دول عدة¡ إضافة إلى أساتذة وباحثين متخصصين من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية بالمملكة.
وقيمة هذا المؤتمر أنه سيستعرض عبر العديد من المتحدثين ومن خلال بحوث وأوراق عمل عدة محاور رئيسة تشتمل حول تقنيات ما بعد 2018¡ والتحول في المكتبات.
إن انطلاق مؤتمر عالمي بهذا الزخم وبهذا الحضور يؤكد على قيمة المكتبات وعظيم دورها¡ فهي ترسّخ قيمة الكلمة المكتوبة وضرورة العناية بكل الوسائل والأقنية والأوعية التي من شأنها أن تحافظ على رونقها وجاذبيتها في ظل التزاحم الفضائي والإلكتروني.
http://www.alriyadh.com/1775584]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]