التقنية ليست شراً كلها كما أنها أيضاً ليست نعيماً مقيماً. وتكشف بعض الدراسات في الاتصال والعلاقات الإنسانيّة عن جوانب تأثير مهمة لتقنيات ووسائط الاتصال في مجمل العلاقات الإنسانيّة شكلاً ومضموناً. في هذه الحقبة التقنيّة بات ممكناً اتصاليّاً أن يستخدم الناس البريد الإلكتروني والوسائط الاجتماعيّة وتطبيقات الدردشة وكذلك أمكنهم التواصل عبر مكالمات الفيديو المباشر وتبادل الصور والمقاطع الفوريّة والاستعاضة عن الكلمات والجمل أحياناً بالرموز التعبيريّة في ثورة تعبير واتصال كاملة.
والأساس أن تقنيات الاتصال وجدت لخدمة البشر وتسهيل حياتهم لا أن تغير سلباً في واقع العلاقات وحيويّة التواصل الإنساني¡ ولكن ما الذي حصل¿ يقول بعض خبراء العلاقات الاجتماعيّة يقولون إن العلاقات الإنسانيّة مع الإفراط في وسائل التقنية باتت أكثر بروداً وأصبحت الرسائل المقولبة المعدة سلفاً سمة التواصل بين الناس. وهذا الاستخدام المتكرر لهذا النمط من الرسائل المجمدة سيحيل العلاقات الإنسانيّة بعد مدة من الزمن إلى نوع من النمطيّة الميكانيكيّة دون روح أو أثر إنساني.
ومن ملامح التأثير التقني أن الناس في الواقع يبدون متصلين تقنياً ولكن في واقعهم منفصلون إنسانياً¡ وبمعنى آخر فالناس مشغولون حقًا بالنظر إلى شاشاتهم والتي هي شاشات تواصل ولكنهم منفصلون عن واقعهم الإنساني من حولهم بشكل يثير الشفقة. والأسوأ من ذلك أن التقنية التي ظهرت كنادٍ عالمي مفتوح أوجدت الغيرة والتنافس وشهوة النجوميّة ونهم الاستهلاك وهو أوضح عند غير القادرين أكثر من غيرهم ما شجع الشعور الدائم بالحاجة اللامتناهية وما يجلبه ذلك من سلوك ونمط تفكير.
ومن الإشكالات الاتصاليّة للتقنية اهتزاز الثقة في كثير من المحتوى المطروح وطوفان المعلومات التي يظهر قسم كبير منها على حساب الحقيقة. ومن نتائج ذلك ظهرت (طفرة) المعلومات وكأنها أشد تأثيراً من (ندرة) المعلومات لصعوبة الوصول للمصدر الصحيح واستحالة القدرة على فلترة هذا السيل المتدفق على مدار اللحظة التقنيّة.
ومع كل هذا ينبغي ألا ننسى أن التقنية أيضاً هي من أسهمت بشكل عميق في تحسين أنماط حياتنا وأحدثت الأثر الإيجابي الأكبر كل جانب من جوانب حياتنا. وهي من ألغت الحواجز الثقافيّة والجغرافيّة وقادت إلى جماهيريّة المعلومات التي يؤمل أن تكون مقدمة لجماهيريّة المعرفة والوعي.
قال ومضى:
خذلان الأصدقاء وقت الحاجة (أقسى ألماً) من شراسة الخصوم وقت الهجوم..




http://www.alriyadh.com/1775849]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]