من حق كل دولة أن تجعل مصالحها هي الأساس في تعاملاتها مع محيطها القريب والبعيد¡ هو حق مشروع لا لبس فيه¡ ولكن عندما تستشعر تلك الدولة أن هناك دوراً أنيط بها¡ ومسؤولية تصدت لها¡ فذلك يدعوها لأن تقوم بمسؤوليتها مهما كان حجمها¡ ذلك ما فعلته قيادتنا عندما تصدت لمسؤولياتها العربية والإسلامية بكل تمكن واقتدار¡ متحملة أعباء مرحلة من أخطر المراحل في التاريخ الحديث عطفاً على الأوضاع العربية الراهنة والسياسات الدولية المتغيرة.
المملكة رغم انخراطها في مشروعها التنموي الجبار الذي يهدف إلى إحداث نقلات نوعية غير مسبوقة تقفز بنا قفزات هائلة باتجاه المستقبل¡ إلا أنها مازالت تضطلع بمسؤولياتها الجسام في حفظ التوازن العربي وريادة الأمة الإسلامية¡ كان من الممكن أن توجه المملكة جلّ قدراتها إلى مشروعها التنموي الذي يحتاج منا تسخير إمكاناتنا كافة من أجل تحقيقه¡ وهو أمر طبيعي لا ملامة فيه¡ ولكن هو الإحساس بالمسؤولية وعظمها جعل المملكة تواصل منافحتها عن القضايا العربية والإسلامية¡ ولنا في بيان مجلس الوزراء يوم أمس دليل واضح جلي على أن القضايا العربية والإسلامية حاضرة دوماً على رأس اهتمامات قيادتنا¡ وتمثل ذلك في القضية الفلسطينية كقضية عربية إسلامية مركزية¡ و"وقوف المملكة مع الشعب الفلسطيني وتقديم كل سبل الدعم له لنيل حقوقه المشروعة في بناء دولته المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشريف وفق الأسس المعترف بها دولياً¡ ومبادرة السلام العربية"¡ وفي الأزمة اليمنية تم التأكيد على الحوار¡ وعلى دعم الحكومة الشرعية في جهودها للمحافظة على مقومات الدولة اليمنية.
هذه هي بلادنا التي نعتز ونفتخر بها¡ هي بلاد الخير والنماء والعطاء والتصدي للمسؤوليات الجسام.




http://www.alriyadh.com/1775991]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]