ما الرابط بين رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشيرشل والممثل الأميركي آل باتشينو والرئيس الكوبي فيديل كاسترو وخبير النفس النمساوي سيجموند فرويد والممثلة الألمانية مارلين ديتريخ ولاعب كرة السلة مايكل جوردان¿ كلهم اشتُهِر عنهم تدخين السيجار.
الكثير من الناس تنتشر عنه صورة معينة¡ أحيانًا صورة واحدة لشخص معه شيء بارز فيشتهر به¡ وأحيانًا فعلًا يستمر الشخص على ما صوّروه معه¡ ومنهم غرانت.
من هذا الشخص¿ لنعد أكثر من 150 سنة في الماضي. التقت الأسلحة والأجساد في معركة فورت دونلسون عام 1862م بين جيش الجنوب وجيش الشمال الذي قاده قائد غير معروف اسمه أوليسيس غرانت¡ الذي أحرز نصرًا مؤزرًا واستسلم له جيش العدو¡ وأخذ 12 ألف أسير. زالت مجهوليته بعد هذا النصر¡ وصار اسمه على كل لسان¡ ومن أشهر مشاهد الحرب القائد غرانت وهو يدخن السيجار الغليظ الذي يعشقه¡ وكلما تكلم الناس عن فورت دونلسون قرنوها بالقائد المدخن. قرعت الكنائس أجراسها¡ وكتبت الصحف عن الجنرال الظافر¡ وطبعًا لم يخلُ ذكره من سيجاره الشهير¡ لكن لم يعلموا أن غرانت في الحقيقة كان قليل التدخين¡ وبعد شهرته صار الكل يرسل له أفخر أنواع السيجار¡ حتى وصلت إلى 10 آلاف!
قال غرانت إنه أهدى منها قدرًا كبيرًا¡ لكن لم يستطع التخلص منها كلها¡ وأقر أن شهيته انفتحت وصار يدخن أكثر بكثير من قبل¡ وصار رئيسًا لأميركا¡ ورأى الناس غرانت صباحًا وهو يجهز 20 سيجارًا ليدخنها بقية اليوم¡ وبعد المعركة بثلاث وعشرين سنة توفي غرانت بالمرض المتوقع¡ وانتقل إلى دار الأموات بعد أن أنهى كتابة مذكراته ببضعة أيام متأثرًا بسرطان الحلق¡ وصار آخر ضحية (غير مباشرة) لمعركة فورت دونلسون. تفادى الرصاص لكن كان حتفه في السيجار.
اليوم انتشر الوعي عن خطورة التدخين بكل أنواعه – حتى السيجارة الإلكترونية-¡ لكن لن يمنع هذا البعض من ممارسته¡ نرجو على الأقل ألا يكون بنفس شراهة أوليسيس غرانت.
http://www.alriyadh.com/1777806]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]