الإنسان السوي عندما يحقق حاجاته الأساسية يرتقي في هرم الاحتياجات بحثًا عن الأمن والانتماء والمركز الاجتماعي وتحقيق الذات. وفي هذا فروق فردية بين الناس في المستوى الذي يريدون الوصول إليه في الهرم.
تخرج عن هذه الحقيقة فئة تسلك طريقًا مختلفًا¡ من خلال ممارسات شاذة مخالفة للدين والتقاليد¡ وتعرض حياة الأبرياء للخطر. هذه فئة وإن كانت محدودة¡ فهي مسيئة ومؤثرة¡ وهي تحاول الوصول إلى الشهرة بوسائل مخجلة أو ممارسات خطيرة¡ أو ثرثرة تنشر الجهل والتخلف¡ مستغلة وسائل التواصل المتطورة. هذه الوسائل أو التقنية التي جعلت العالم حارة صغيرة هي عنوان لتطور العلم¡ وتعبير عن جهود بشرية في طريق البحث والتقدم العلمي¡ هدفها بناء جسور التواصل الإنساني¡ هي ثورة وثروة علمية ومعلوماتية تعكس مرحلة من التقدم العلمي والثقافي. لم توجد هذه الوسائل لنشر الجهل والعنف والممارسات الشاذة. الخلل ليس في الوسائل¡ بل في العقول التي استخدمتها لأغراض تهدد أمن وسلامة وأخلاقيات المجتمعات الإنسانية.
أين موقع السلوكيات الخطيرة¡ غير الأخلاقية¡ غير التربوية في هرم الاحتياجات الإنسانية¿ هل هي ناتجة عن فراغ أم جهل أم بحث عن الشهرة أم ماذا¿ ما الهدف من إطلاق النار في المناسبات¡ أو تعريض الأطفال لخطر السلاح¡ أو تعذيب الحيوانات¡ أو العنف اللفظي والثرثرة غير المسؤولة التي تشعل الفتن أو تغذي العنصرية أو تشجع على العنف¿
هذه الممارسات موجودة في مجتمعات كثيرة¡ وتكاد تصبح ممارسة عالمية نأمل ألا تتحول إلى ظاهرة. هي مشكلة تعبر عن أزمة وخلل رغم محدوديتها. هذه المشكلة كما ذكرنا ليس سببها وسائل التواصل وإنما العقول التي تستخدمها.
أعتقد أن الحل يجب ألا يقتصر على العقاب فقط¡ وإنما إجبار ممارسي هذه السلوكيات على الالتحاق بدورات تدريبية وتوعوية وثقافية¡ والقيام بأعمال لخدمة المجتمع في مجالات مختلفة قد يكون من بينها الخدمة العسكرية.
سيكون من المناسب أيضًا دعم الحلول بالدراسات والبحوث من قبل الجامعات ومراكز الأبحاث¡ وقيام المؤسسات الاجتماعية بدور يسهم في التوعية والحلول العملية¡ وتفعيل دور المسؤولية الاجتماعية في هذا المجال.
القضية أمنية وثقافية واجتماعية وتربوية¡ الجهود المشتركة المنظمة كفيلة بالتعامل مع الممارسات الخطيرة بكل أشكالها¡ والوقاية منها.




http://www.alriyadh.com/1779076]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]